الحقيقة المؤلمة.. غزة تُباد عن آخرها والسلطة ترقص على إيقاع الدّبكة

بالعربي من باريس |
بينما تغرق غزة في بحر من الدم والرماد، وتُزهق أرواح الأبرياء تحت القصف والمجازر، يُقام في رام الله حفل صاخب بمناسبة افتتاح “مول”… مشهد سريالي، لا ينتمي إلى هذا الزمن، ولا إلى هذا الوطن الجريح.
كيف يمكن لسلطة تدّعي تمثيل شعبها، أن ترقص على أنقاضه؟ أن “تدبك” بينما أطفال غزة يُنتشلون من تحت الركام؟ أن تضحك أمام عدسات الكاميرا، بينما نساء القطاع يلملمن أشلاء أحبّتهن في أكياس؟ أي انفصال هذا عن واقع وطنٍ يتآكل من خاصرته؟ وأي بُعد عن الوجدان الجمعي لشعب يعيش نكبته كل يوم؟
محمود عباس، (المنتهية ولايته منذ 16 عاما)، لا يرى في المجازر المتواصلة إلا خلفية باهتة لحفلات افتتاحية فخمة. لم ينتفض غضبا، لم يعلن الحداد، لم يُطفئ أضواء “الديكور” احتراما لجنازات الشهداء.
عباّاااااس.. وإن لم يكن في قلبك مكان لغزة، فهل ضاقت بك الأرض عن أن تحزن من أجل لاجئي جنين ونابلس؟ عن خيام تنزف بؤسا على أمل العودة؟ أم أن السلطة التي اختارت العزلة والترف، لم يعد يهمّها إلا المشهد المُنمّق في مربع أمني مغلق، تحرسه امتيازات التنسيق الأمني؟
ليست الفضيحة في الحفل… بل في صمت رسمي مخجل، يُشرعن القطيعة مع الوجع الفلسطيني، ويحوّل القضية إلى احتفالات موسمية، تُضبط على إيقاع المصالح.
في زمن كهذا، يصبح الصمت خيانة… فكيف بالفرح والابتهاج والرقص على إيقاع الدّبكة؟