المبتغى هو الاحتفال بيوم عالمي تكون قد تحققت فيه حرية الصحافة!
حسن اليوسفي المغاري
المبتغى هو الاحتفال بيوم عالمي تكون قد تحققت فيه حرية الصحافة!
في اليوم العالمي لحرية الصحافة..
هل يحق لنا فعلا أن نحتفل؟ الاحتفال له طُقوسه ومناسباته.. له واقعه الاحتفالي الذي يجعل منك إنسانا فرحا بطبيعة الحدث الذي يجعلك مُنتشيا بكل ما يحيط من حولك.. فهل نحن كذلك؟!
لا أريد تشريح واقعنا الإعلامي، ولن أنتشي فرحا لذكرى سنوية أراد أصحابها أن تكون “يوما عالميا لحرية الصحافة”، ولكن.. وبما أن المناسبة شرط، وجب الاحتفال، ولكلٍّ منا احتفاله بما يراه مناسبا ولائقا بمقامه، وبما يراه ظاهرا أو خفيّا من واقع الحرية، لظاهرة تسمى “حرية الصحافة”..
الصحافة والإعلام عندنا ينهلُ من واقع السياسة، والسياسة تنهل من واقع بئيس أخلاقيا وتربويا وتعليميا.. إعلامنا المتوخّى منه تنوير وتوعية وتثقيف وأيضا توجيه الرأي العام، بكل حرية وبكل مسؤولية وبالمصداقية اللازمة والأخلاق المهنية، هو للأسف، عنوانٌ للرداءة والتسفيه الاكشنواني.
إننا نحتفل وواقعنا الإعلامي يسائلنا جميعا، واقع حرية الصحافة في اليوم العالمي لحرية الصحافة. ولعل السؤال المحوري: عن أية حرية نتحدث؟
فبالنظر إلى تقارير المنظمات الدولية المختصة بدراسة واقع الصحافة والإعلام عموما، نجد أنفسنا في مراتب متدنية، وواقعنا يشهد على محاكمات بسبب نشر أخبار صحيحة..
صورتنا وواقعنا لا يشرفاننا نحن كجسم إعلامي.. وبالنظر إلى ما نعاينُه نُسائل أنفسنا، هل يجدر بنا الاحتفال بصيغة الانتشاء، أم الارتكان إلى زاوية الانكفاء أم الصّدح بقول الحق والعمل بنضال مستمر من أجل الوصول إلى المبتغى.. مبتغى الاحتفال بيوم عالمي تكون قد تحققت فيه حرية الصحافة!
لقد فتحت مواقع التواصل الاجتماعي بابا مشرعا أمام حرية الرأي والتعبير، لكن في الوقت ذاته، أصبحت سيفا مسلطا أمام من لا يفقه أدبيات وأخلاقيات وقوانين التعبير، إذ لا يمكن لي شخصيا التصفيق، لمن يريد استغلال الحرية دون التزام، التزام مباديء حرية الرأي والتعبير المكفولة حقوقيا والملتزمة أيضا أخلاقيا..
أملي أن نحتفل يوما بديمقراطية إعلامية في كنف حرية الرأي والتعبير، دون تضييق أو إقصاء، ودون تلميع لصورة جهة عن أخرى، ودون تحيّز لطرف عن آخر، ودون احتكار للمعلومة، ودون تنقيص لموقف أو لحركة أو لفكر أو لاجتهاد..
أملي أن نحتفل يوما بواقع إعلامي حُرّ ونزيه..
أملي أن أرى الحرية تمشي بين ظهرانينا بالتزام وبأخلاق وبمصداقية، وبمهنية أيضا.
..كل عام ونحن إلى حرية الصحافة أقرب..
تحياتي ومودتي