فواصل

حرق مستشفى كمال عدوان.. جريمة تزيد من تأكيد وحشية الاحتلال أمام صمت العالم.

حرق المستشفيات في أي سياق يُعد جريمة حرب لا لبس فيها

فواصل

بالعربي من باريس |

حرق مستشفى كمال عدوان.. جريمة تزيد من تأكيد وحشية الاحتلال أمام صمت العالم.

 

في مشهد يفوق كل تصورات الوحشية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، على حرق مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وهو المستشفى الأكبر في المنطقة، الذي كان يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة. هذه الجريمة لا تستهدف فقط بنية تحتية، بل تضرب صميم الحق في الحياة، في الصحة، وفي الكرامة الإنسانية.

حرق المستشفيات في أي سياق يُعد جريمة حرب لا لبس فيها، فكيف إذا كانت تُنفذ ضد شعب يعيش تحت حصار خانق منذ سنوات؟ مستشفى كان ملاذا للجرحى، الأطفال، والمرضى، تحوّل إلى رماد، في رسالة واضحة أن الاحتلال لا يترك للفلسطينيين حتى الحق في العلاج أو الشفاء.

لكن؛ الجريمة ليست فقط في أفعال الاحتلال، بل في التواطؤ العالمي الذي سمح لهذه الوحشية أن تستمر.

أين المجتمع الدولي من هذا الانحدار إلى أعمق مستويات الإرهاب المنظم؟

أين المؤسسات التي نصبت نفسها حامية لحقوق الإنسان، وأين القوانين التي من المفترض أن تكون سياجا ضد مثل هذه الجرائم؟

العالم الرسمي، بصمته وتخاذله، يشارك في هذه الجريمة، سواء بالتبرير، التجاهل، أو الصمت المطبق.

فكيف يمكن للإنسانية أن تقبل بهذا الإجرام دون أن تصرخ رفضًا؟ وكيف يمكن لدولة الاحتلال أن تستمر في نهج الإبادة دون أن تخشى العقاب؟

الأكيد أن غزة لا تنحني أمام الدمار، والمقاومة ليست مجرد سلاح، بل إرادة حياة، وصرخة حق لا تنطفئ.

إنها جريمة كاملة الأوصاف وجب أن تهز الضمير الإنساني وتكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، تجاوزت قوات الاحتلال كل الحدود الممكنة للبربرية والإجرام.

يُعتبر استهداف المنشآت الصحية جريمة حرب واضحة بموجب القانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقيات جنيف. ورغم ذلك، شهد مستشفى كمال عدوان أعمال حرق وتنكيل، لم تقتصر على تدمير البنية التحتية، بل طالت الطواقم الطبية والمرضى. حسب الشهادات، أجبرت قوات الاحتلال الطواقم الطبية على إخلاء المستشفى تحت تهديد السلاح، وتعرض عدد من العاملين للقتل أو الاعتداء.

لقد تم قتل عدد من الكوادر الطبية حرقًا داخل المستشفى، وفق ما أكده شهود عيان وحركة حماس، المستشفى تخللته أعمال عنف مروعة، تضمنت إعدامات ميدانية واعتداءات جسدية وجنسية على المرضى والطواقم إضافة إلى المعدات الطبية والبنية التحتية للمستشفى، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الصحية في المنطقة بأكملها .

قطاع غزة، الذي يعاني من حصار خانق منذ أكثر من 15 عامًا، يعتمد بشكل كبير على البنية التحتية الصحية المحدودة. إحراق مستشفى بحجم كمال عدوان لا يمثل فقط تدميرًا لبناء، بل هو استهداف مباشر لحق السكان في الصحة والكرامة الإنسانية. في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية والأدوية، يُعد هذا الهجوم كارثيًا على المستوى الإنساني.

ما يزيد من قسوة هذه الجريمة هو الصمت الدولي. المجتمع الدولي، الذي يفترض أنه الحارس على حقوق الإنسان والقوانين الدولية، لم يتخذ موقفًا حازمًا تجاه هذه الجريمة.

رسالة غزة مقاومة لا تنطفئ وسط كل هذا الدمار، تظل غزة رمزًا للصمود والمقاومة. فالاحتلال، رغم جرائمه المستمرة، فشل في كسر إرادة الشعب الفلسطيني. المقاومة ليست فقط سلاحًا، بل هي إرادة حياة وكرامة.

بالعربي من باريس |

#حسن_اليوسفي_المغاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى