فواصل

رشيد اليزمي.. عبقرية مغربية تتألق عالميا وتُغيّب محليا

 

فواصل

بالعربي من باريس |

رشيد اليزمي.. عبقرية مغربية تتألق عالميا وتُغيّب محليا

بالعربي من باريس |

لا يكاد اسم رشيد اليزمي يُذكر إلا ويترافق مع إنجازات علمية استثنائية في مجال تكنولوجيا البطاريات والابتكار. هذا العالم المغربي، الذي قدم إسهامات جوهرية لتطوير بطاريات الليثيوم أيون، حاز مؤخرا على براءة اختراع جديدة في الصين، وهو إنجاز يضاف إلى رصيد حافل من الاختراعات التي وضعت بصمة مغربية خالصة على خريطة التطور التكنولوجي العالمي.

اختراعات اليزمي ليست مجرد إنجازات فردية، بل هي ثورات علمية أثرت بشكل مباشر في حياتنا اليومية. فقد أسهمت أبحاثه في تحسين كفاءة بطاريات الليثيوم، مما ساهم في جعلها المصدر الأساسي للطاقة في الهواتف الذكية، الحواسيب المحمولة، والسيارات الكهربائية. بفضل هذه الإسهامات، أصبح العالم أقرب إلى تحقيق حلم الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ليس غريبا أن يحظى اليزمي بتقدير واسع من أكبر المؤسسات العالمية. فقد سبق أن كُرّم في العديد من المحافل الدولية، واستُضيف كمتحدث رئيس في مؤتمرات تُعنى بالابتكار والاقتصاد الأخضر. كما تلقى عروضا من جامعات مرموقة وشركات كبرى للاستفادة من خبراته في تطوير تقنيات المستقبل.

رغم هذا التقدير العالمي، إلا أن بلده المغرب لم ينجح حتى الآن في استثمار هذه الكفاءة العلمية الفذة بالشكل الأمثل.د، حيث يُعدّ غياب رؤية وطنية واضحة لتطوير البحث العلمي والابتكار، السبب الرئيسي وراء هذا التقصير. فلا مختبرات متطورة توفر له بيئة مناسبة، ولا شَراكات استراتيجية تدعّم نقل خبراته إلى الأجيال الشابة…

وما يزيد من حدة هذا الإشكال هو غياب سياسات تشجع على استقطاب الكفاءات المغربية بالخارج، في الوقت الذي تخصص فيه دول مثل الصين وكوريا الجنوبية موارد هائلة لدعم الابتكار، لا تزال البنية التحتية للبحث العلمي في المغرب تعاني من ضعف التمويل وغياب التنسيق بين الجامعات والمؤسسات الصناعية.

اليزمي ليس مجرد عالم مغربي، بل هو رمز لقدرة المغاربة على التفوق عالميا إذا ما أُتيحت لهم الفرص. إن تكريمه ودعمه ليس مجرد اعتراف بإنجازاته، بل هو استثمار في مستقبل المغرب. فالدول التي تطمح إلى قيادة المستقبل التكنولوجي يجب أن تبدأ بالاحتفاء بعقولها الوطنية وتوفير بيئة ملائمة لها.

إن تجاهل أمثال رشيد اليزمي لا يُفقد المغرب فرصة الاستفادة من اختراعاته فقط، بل يرسل رسالة سلبية إلى أجيال كاملة من الشباب الباحثين والمبتكرين.

العقول المغربية بالخارج تستحق منا أكثر من مجرد الإشادة الإعلامية.

 

بالعربي من باريس |

#حسن_اليوسفي_المغاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى