ثقافةفواصل

كتاب “الإسلام والديمقراطية.. كيف نغير وجه العالم العربي” لمؤلفه هشام العلوي

ISLAM ET DÉMOCRATIE - COMMENT CHANGER LA FACE DU MONDE ARABE

 

فواصل

بالعربي من باريس |

كتاب “الإسلام والديمقراطية.. كيف نغير وجه العالم العربي” لمؤلفه هشام العلوي

حسن اليوسفي المغاري

 

يُعدُّ كتاب “الإسلام والديمقراطية: كيف نغير وجه العالم العربي” لمؤلفه هشام العلوي، من الإسهامات الفكرية التي تستكشف العلاقة بين الإسلام والديمقراطية في العالم العربي.

هذا الكتاب هو النسخة الفرنسية للكتاب الأصلي الصادر باللغة الإنجليزية بعنوان: “Islam and Democracy: Towards a Contractual Approach in the Arab World”.

يهدف المؤلف إلى تقديم رؤية عميقة حول إمكانية التوفيق بين القيم الإسلامية ومبادئ الديمقراطية، مع التركيز على تحديات وفرص تطبيق هذه الرؤية في السياق العربي.

يبدأ المؤلِّف بتحليل الأسباب الجذرية لغياب الديمقراطية في العالم العربي. ويرفض فكرة أن الإسلام كدين هو مصدر المشكلة، مؤكدا أن الأنظمة السلطوية، وسياسة المحسوبية، وضعف المؤسسات هي التي تحافظ على الوضع الراهن المعادي للديمقراطية.

يتناول هشام العلوي بعد ذلك التفاعل بين الدين والسلطة، مبرزا كيف أن بعض الأنظمة استغلت الإسلام لإضفاء الشرعية على هيمنتها، مما أدى إلى تقليص مساحة التعددية السياسية. وقد أدت هذه الممارسات إلى احتكار أيديولوجي حال دون مشاركة المواطنين بشكل كامل في الحياة العامة.

في معالجة المؤلف للنماذج المختلفة، ركز بشكل خاص على التجربتين التونسية والمصرية، حيث يعتبرهما حالتين تمثلان مسارين متباينين للديمقراطية في العالم العربي.

ففي تونس، رغم التحديات، قدمت التجربة نموذجا لإمكانية التوفيق بين الإسلام والديمقراطية، في حين أن التجربة المصرية كشفت عن التحديات التي تواجه التحول الديمقراطي في ظل غياب المؤسسات القوية والهيمنة العسكرية.

من خلال أمثلة تاريخية ومعاصرة، يقدم المؤلف حلولا للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية. فهو يدعو إلى منح الدين دورا رمزيا وثقافيا في المجتمعات العربية دون أن يحتكر المجال السياسي. ويتطلب ذلك إعادة النظر في مفاهيم الحوكمة والمواطنة السائدة.

يركز الكتاب بشكل أساسي على دور المواطنين والمجتمع المدني في عملية التحول الديمقراطي. ويشدد هشام العلوي على الحاجة إلى يقظة ديمقراطية تتجاوز النخب التقليدية، مع تعزيز المؤسسات القادرة على ضمان توازن السلطات.

كما يبرز المؤلف أهمية الحوار بين الأطراف الدينية والسياسية والفكرية. حيث يهدف هذا الحوار إلى تبديد التوترات بين الحداثة والتقاليد، وفتح المجال أمام إصلاحات اجتماعية وسياسية شاملة.

يقدم هشام العلوي رؤية متفائلة قد تكون واقعية لمستقبل العالم العربي. فهو يرى أن التحول الديمقراطي ممكن، لكنه يتطلب تغييرا هيكليا وثقافيا يجمع بين إصلاح المؤسسات والانفتاح على تطلعات الشعوب. كما أنه يعتبر نقدا جريئا للأنظمة القائمة ودعوة إلى عالم عربي يمكن أن يتعايش فيه الإسلام والديمقراطية بانسجام.. نداء للتغيير على المستويين السياسي والاجتماعي لبناء مستقبل أكثر عدلا وإنصافا.

 

بالعربي من باريس |

#حسن_اليوسفي_المغاري

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى