ابتهال.. المغربية التي وقفت في وجه رئيسها وفضحت شراكة مايكروسوفت في جرائم الإبادة

بالعربي من باريس |
حسن اليوسفي المغاري
ابتهال… التي وقفت في وجه رئيسها وفضحت شراكة مايكروسوفت في جرائم الإبادة
في زمن تواطأت فيه التكنولوجيا مع آلة القتل، وفي لحظة أصبح فيها الصمت خيانة، ارتفع صوت فتاة تُدعى ابتهال، لتكتب بجرأتها فصلا نادرا من النقاء الإنساني في قلب مؤسسة مغلقة الجدران.
ابتهال أبو سعيد، موظفة مغربية شابة تعمل في شركة على صلة مباشرة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لم تستطع أن تصمت عندما علمت أن الأنظمة التي تُطوَّر داخل غرف الاجتماعات المغلقة، والتي تدعمها شركة مايكروسوفت، تُستخدم في رصد، تتبع، وقصف المدنيين في غزة، في واحدة من أكثر حملات الإبادة توثيقا في العصر الحديث.
لم تكن معركتها ضد مؤسسة فقط، بل كانت ضد رئيسها المباشر، سوري الأصل أمريكي الجنسية، الذي حاول أن يُسكتها، يُهددها، ويُحمّلها ثمن كشف الحقيقة. لكنها لم تتراجع. بل كشفت للداخل والخارج كيف تُستخدم تكنولوجيا متقدمة، مموَّلة من كبريات الشركات الأمريكية، لتصفية شعب بأكمله، تحت مسمى “الابتكار” و”الأمن”.
ابتهال لم تكن باحثة في الأخلاقيات، ولم تحتج إلى توصيات أممية كي تُميز الحق من الباطل. كانت إنسانة أولا، وعربية ثانيا، ومسؤولة عن ضميرها المهني والأخلاقي قبل أن تكون جزءا من “نظام ذكي” يقتل بدم بارد.
لقد تحدثت، وفضحت، ودفعت الثمن. لكنها انتصرت للإنسانية، ووجهت صفعة أخلاقية لكل من باع ضميره تحت عنوان “التحول الرقمي”.
ابتهال اليوم ليست مجرد اسم، إنها أيقونة للمقاومة في زمن الاستسلام، رمز للصوت الحر وسط صمت الشركات، وذكرى حية لكل من ظن أن الذكاء الاصطناعي قد يكون محايدا وهو يقتل أطفال غزة بصمت برمجيّ مطبّع.