فواصل

التغير في المزاج الغربي: فلسطين في قلب أوروبا..

كيف كسّرت أحداث فلسطين الجمود الدبلوماسي بفتح سفارات فلسطينية رسمية في دول أوروبية

بالعربي من باريس |

حسن اليوسفي المغاري

التغير في المزاج الغربي: فلسطين في قلب أوروبا..

كيف كسّرت أحداث فلسطين الجمود الدبلوماسي بفتح سفارات فلسطينية رسمية في دول أوروبية.

يجب الاعتراف أن هناك تأثيرا واضحا للرأي العام، حيث لعبت الاحتجاجات الشعبية المتزايدة في أوروبا، المسيرات والوقفات والملتقيات والندوات… لعبت كلها دورا حاسما في دفع الحكومات لاتخاذ خطوات دبلوماسية أكثر جرأة، الأمر الذي أدى إلى إعادة تشكيل التصورات الأوروبية بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بعيدا عن المنظور التقليدي المنحاز.

  • الاعترافات الرسمية:

توزعت الدول التسع التي اعترفت رسميا بدولة فلسطين بعد 7 أكتوبر كما يلي:

  1. مملكة إسبانيا
  2. جمهورية أيرلندا
  3. مملكة النرويج
  4. جمهورية سلوفينيا
  5. جمهورية مالطا
  6. مملكة بلجيكا (أكدت دعمها للاعتراف وشرعت في إجراءات رسمية)
  7. دوقية لوكسمبورغ الكبرى (عبرت عن التزامها بالاعتراف قريبا)
  8. جمهورية البرتغال (أعلنت دعمها وشرعت في خطوات عملية)
  9. جمهورية آيسلندا (التي جددت دعمها الكامل، بعد اعترافها الرسمي السابق عام 2011)
  • فتح بعثات وسفراء فلسطينيين:

استقبلت أربع دول سفراء فلسطينيين رسميين لأول مرة، ما يمثل اعترافا دبلوماسيا عمليا:

مملكة إسبانيا

جمهورية أيرلندا

مملكة النرويج

جمهورية سلوفينيا

رغم موجة الاعترافات التي كسرت بعض جدران الصمت، يبقى الموقف الدولي في مجمله شاهدا على مأساة عار أخلاقي وإنساني عظيم. فما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة ممنهجة، تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، يكشف حجم الانحدار القيمي الذي أصاب منظومة الحقوق الدولية. أمام نكبة العصر هذه، لا يكفي الاعتراف ولا الكلمات ولا التمثيليات الدبلوماسية، بل كان يفترض أن يكون التضامن فعلا حيّا يُوقف شلال الدماء قبل أن يتحول الصمت إلى تواطؤ، والحياد إلى شريك في الجريمة.

إن إنكار حق الفلسطينيين في الحياة الحرة والآمنة ليس فقط خيانة لمبادئ العدالة والإنسانية، بل وصمة عار ستظل تلاحق الضمير العالمي لعقود قادمة.

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تثبت فلسطين أنها ليست فقط قضية وطن مسلوب، بل هي أيضا مرآة كاشفة لما تبقى من قيم “العالم الحر”. والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: كم من الأرواح يجب أن تُزهق، وكم من المآسي يجب أن تُروى، قبل أن يتوقف هذا الظلم المستمر؟

إن الصمت الدولي لم يعد مجرد تقصير، بل أصبح تواطؤا مكشوفا في جريمة إبادة جماعية تتواصل بلا مساءلة. كل يوم يسقط فيه طفل فلسطيني، وكل حجر يتهدم فوق رأس عائلة، هو شهادة إدانة لعالم سمح للقتل أن يصبح مشهدا عابرا، وللظلم أن يُسوّق كحق دفاع عن النفس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى