فواصل

الرباط تنتفض.. الشعب المغربي يجدد العهد مع فلسطين ويرفض التطبيع

حسن اليوسفي المغاري –

فواصل –

لم تكن شوارع الرباط، الأحد 6 أبريل 2025، مجرد ممر لعبور العابرين، بل تحولت إلى ساحة نضال شعبية هادرة، رفعت فيها الأعلام الفلسطينية ورددت الحناجر شعارات النصر والكرامة، في مسيرة وطنية ضخمة دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع.

المشهد لم يكن استثناءً، بل هو امتداد لتاريخ طويل من المساندة الشعبية المغربية للقضية الفلسطينية، ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. فمنذ عقود، ظلّ صوت المغاربة عاليا في دعم نضال الشعب الفلسطيني، دفاعا عن القدس الشريف وغزة الصامدة، ومناهضة لكل أشكال الاحتلال والعدوان والإبادة.

مسيرة اليوم، وما سبقتها من وقفات تضامنية في مختلف المدن المغربية، تؤكد من جديد أن نبض الشارع المغربي لم يتغير، وأن القضايا العادلة لا تموت. كما أنها رسالة قوية إلى الداخل والخارج، بأن تطبيع الأنظمة لا يعني تطبيع الشعوب، وأن القضية الفلسطينية ما تزال تسكن الوجدان المغربي.

ووسط تواطؤ أنظمة عربية مشاركة في الإبادة، وجرائم متواصلة ترتكبها آلة الاحتلال في حق الفلسطينيين من تشديد للحصار والتجويع ومحاولات التهجير، يُصر المغاربة على أن يكونوا في الصفوف الأولى دفاعا عن غزة، وصوتا للحق في زمن خفتت فيه الأصوات.

الرباط تنتفض.. الشعب المغربي يجدد العهد مع فلسطين ويرفض التطبيع
الرباط تنتفض.. الشعب المغربي يجدد العهد مع فلسطين ويرفض التطبيع

فلسطينُ يا نبضَ القلبِ البعيد…

)خاطرة من وحي الحدث(

في زحمةِ العواصمِ الصامتة، يعلو صوتُ الرباط…

لا نملكُ سلاحا، لكن نملكُ قلوبا لا تخون، وأرواحا تأبى الانحناء.

من دروب المدينة القديمة، إلى ساحات المغرب الكبير،

ينبعثُ الحنينُ إلى القدس، إلى صخرةِ المِعراج، إلى مآذنِ غزة وهي تتحدى الدمار.

نحملكِ في الدعاء، في الهتاف، في الدموع،

في كل لوحةٍ رسمَها طفلٌ مغربيٌّ شهق باسمك،

في كل بيتٍ رُفع علمك فوق الجدران.

لا نطلبُ جزاءً ولا شكوراً،

نحن فقط نعرف أن من لا يقفُ اليوم معكِ…

فقدَ البوصلة، فقدَ الشرف، فقدَ الإنسان.

يا فلسطين…

دمكِ دمُنا، وَجَعُكِ وجَعنا، ونصرك نصرنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى