أخبار وتقارير

جيل “Z” في المغرب: 6 ملايين شاب يغيرون المشهد الاجتماعي والاقتصادي بـ85% تفاعل رقمي وطموحات ريادية

أخبار وتقارير

“جيل Z ” في المغرب: واقعها، أفكارها، طموحاتها وتوجهاتها

6 ملايين شاب يغيرون المشهد الاجتماعي والاقتصادي بـ85% تفاعل رقمي وطموحات ريادية

 

يعتبر جيل “زد Z” أو “Génération Z” الفئة العمرية المولودة بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من الألفية الحالية. هذه الفئة تُعد من أبرز مكونات المجتمع المغربي اليوم، حيث تشكل شريحة كبيرة من السكان، وتتميز بخصائصها الفريدة وطموحاتها المتعددة.

يشهد جيل “زد Z” تحولات اجتماعية وثقافية كبرى تساهم في رسم ملامح جديدة للواقع المغربي، مما يجعلها محورا أساسيا في تطور المجتمع.

واقع جيل زد في المغرب

بحسب تقرير المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2022، يشكل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة حوالي 16.7% من إجمالي سكان المغرب، أي ما يعادل قرابة 6 ملايين شاب وشابة. هذه النسبة تعكس أهمية هذه الفئة في المجتمع وتأثيرها المستقبلي على مجالات العمل والتغيير الاجتماعي.
كما أن هذه الفئة تتميز بمستويات عالية من التفاعل مع التكنولوجيا. وفقا لاستطلاع أجرته وكالة التنمية الرقمية المغربية، فإن أكثر من 85% من الشباب المغربي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة يستخدمون الإنترنت بشكل يومي، ما يجعلها أكثر الفئات تأثرا بالعالم الرقمي والابتكارات التكنولوجية.

إنه جيل يتميز بتواصله القوي مع العالم الرقمي، حيث يشكل الإنترنت جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. تعد هذه الفئة الأكثر تفاعلا على شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، إنستغرام، وتيك توك)، مما يساهم في خلق واقع جديد يتمحور حول التكنولوجيا والتواصل الفوري.

أفكار وتوجهات جيل “زد Z”

يمتاز جيل “زد Z” في المغرب بتوجهاته الفكرية المنفتحة على القضايا العالمية، ووفقا لدراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) سنة 2023، فإن 65% من الشباب المغربي يعتبرون قضايا المناخ والبيئة من أولوياتهم، مع رغبة في المساهمة الفعالة في إيجاد حلول محلية لهذه المشاكل.

فيما يخص القضايا الاجتماعية، أشارت دراسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى أن 72% من الشباب يؤمنون بالمساواة بين الجنسين ويدعمون التغيير الاجتماعي نحو مجتمع أكثر عدلا.

في نفس الوقت، أبدى 60% من المستطلعين رغبتهم في تحقيق التوازن بين الحفاظ على القيم التقليدية مثل الأسرة والدين، وبين تبني نمط حياة أكثر تحررا واستقلالية.

طموحات جيل “زد Z”

من خلال البيانات الصادرة عن البنك الدولي، يتضح أن الشباب المغربي من جيل “زد Z” يسعون لتحقيق طموحات مهنية ومادية كبيرة.

بحيث أن 50% من هذه الفئة يفضلون تأسيس مشاريعهم الخاصة بدل العمل في وظائف تقليدية، وذلك نتيجة لتزايد اهتمامهم بالمقاولات الذاتية والاقتصاد الرقمي.

فيما يتعلق بالتعليم والعمل، أوضح تقرير المندوبية السامية للتخطيط لعام 2022 أن 45% من الشباب يرغبون في الهجرة إلى الخارج لتحسين فرصهم التعليمية والمهنية، وهو ما يعكس تحديات سوق العمل المحلي وصعوبة الحصول على وظائف تتناسب مع طموحاتهم.

التكوين والتعليم

يشهد جيل “زد Z” في المغرب تحسنا ملحوظا في المستوى التعليمي، إذ بلغت نسبة التحاق الشباب بالتعليم العالي 37%، وفقا لتقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي لسنة 2023. إلا أن التحديات ما زالت قائمة، خاصة فيما يتعلق بجودة التعليم ومدى توافقه مع احتياجات سوق العمل المتغير.

أشار نفس التقرير إلى أن 70% من الشباب يشعرون أن التعليم التقليدي لا يكفي وحده لتلبية متطلبات سوق العمل، مما يدفعهم نحو الاعتماد على الدورات التدريبية عبر الإنترنت لتطوير مهاراتهم التقنية والمهنية.

يعتبر جيل “زد Z” في المغرب، هو فاعل رئيسي في التحولات الاجتماعية والاقتصادية الجارية. إذ تمتلك هذه الفئة طاقات هائلة تحتاج إلى دعم وتوجيه من خلال سياسات تعليمية ومهنية تتناسب مع تطلعاتها.

إن تعزيز فرص التشغيل ودعم ريادة الأعمال يمكن أن يسهم في تحقيق طموحات جيل “زد Z” ودوره في مستقبل المغرب.

ومع الاهتمام المتزايد من الشباب بالقضايا البيئية والاقتصادية، وتوجههم نحو الاعتماد على التكنولوجيا، يبقى الاستثمار في تكوينهم وتمكينهم أحد العوامل الحاسمة لضمان مستقبل مشرق للمغرب.

 

المصادر من أجل توسيع البحث:

  • المندوبية السامية للتخطيط، تقرير السكان لسنة 2022.
  • وكالة التنمية الرقمية المغربية، تقرير عن استخدام الإنترنت بين الشباب، 2022.
  • البنك الدولي، تقرير الشباب والتشغيل في المغرب، 2022.
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان، دراسة حول الشباب والمساواة، 2023.
  • المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تقرير التعليم والتكوين 2023.
  • منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، دراسة حول الشباب والمناخ في المغرب، 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button