الدعم الحكومي لقطاع الصحافة والنشر في المغرب: معطيات وإحصاءات
في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها قطاع الإعلام بالمغرب، كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، اليوم الثلاثاء بالرباط، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال، عن الحصيلة المفصلة للدعم الحكومي الموجه لقطاع الصحافة والنشر خلال الأربع سنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الخطط المستقبلية لإنهاء العمل بالدعم الاستثنائي.
الدعم المالي بين 2020 و2023
بدأ الدعم الاستثنائي للصحافة سنة 2020 في ظل جائحة “كوفيد-19″، حيث بلغت الميزانية المخصصة لتحمل أجور العاملين والتصريحات بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والضريبة على الدخل حوالي 164 مليون درهم. تواصل الدعم خلال السنوات التالية، إذ خصصت الحكومة:
- 161 مليون درهم سنة 2021،
- 167 مليون درهم سنة 2022،
- 314 مليون درهم سنة 2023، وهي أعلى ميزانية تم تخصيصها لدعم المقاولات الصحفية التي تلتزم بالتصريح بصحفييها لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
الدعم الجزافي للمقاولات الصحفية
شهد الدعم الجزافي تطورًا ملحوظًا، حيث استفادت منه 142 مقاولة صحفية خلال السنوات الأربع الماضية.
- 2020: 5 ملايين درهم،
- 2021: 4.5 ملايين درهم،
- 2022: 11 مليون درهم،
- 2023: 28 مليون درهم،
- 2024 (تقديرات): 35 مليون درهم.
كما استفادت الصحف التابعة للأحزاب السياسية من دعم استثنائي بلغ 1.4 مليون درهم.
دعم الطباعة والتوزيع
خصصت الحكومة دعماً خاصاً لقطاع الطباعة والتوزيع، حيث بلغ:
- 15 مليون درهم للطباعة و25 مليون درهم للتوزيع في 2020 و2021.
- ارتفعت ميزانية التوزيع إلى 30 مليون درهم سنة 2022، بينما انخفضت ميزانية الطباعة إلى 9 ملايين درهم سنة 2023، مع الحفاظ على نفس القيمة في 2024.
تم الإشارة إلى نقاش مستمر مع شركات التوزيع التي دخلت أبناك كبرى في رأسمالها، بهدف خلق نموذج اقتصادي مستدام يغني هذه الشركات عن الدعم الحكومي.
الموعد النهائي للدعم الاستثنائي
أكد الوزير أن الدعم الاستثنائي سينتهي في مارس 2025، ليتم تفعيل المرسوم الجديد الذي يهدف إلى خلق صحافة قوية ومتطورة وتشجيع الاستثمارات الوطنية والدولية.
أهداف واستراتيجيات الدعم
أبرز بنسعيد أن الدعم يهدف إلى تعزيز قدرات المقاولات الصحفية، مع الالتزام بالاتفاق الاجتماعي الموقع بين النقابة الوطنية للصحافة وجمعية الناشرين، خاصة فيما يتعلق بالحد الأدنى للأجور المحدد بـ5800 درهم.
وفي مجال التكوين، أشار إلى وجود اتفاقيات لمواكبة الصحافيين، بما في ذلك برامج تكوين الصحافيين الرياضيين استعدادًا للمنافسات القادمة.
الدعم الحكومي: تحديات واستمرارية
رغم الانتقادات الموجهة للدعم الحكومي، أكد بنسعيد أن جميع البلدان تقدم دعماً مماثلاً لقطاع الصحافة، دون أن يؤثر ذلك على حرية انتقادها للحكومات، مشددًا على أهمية إيجاد توازن بين الدعم وتحقيق استقلالية الإعلام.
يظل مستقبل الدعم الحكومي لقطاع الصحافة والنشر مرهونًا بنجاح خطة التحول نحو نموذج اقتصادي مستدام، قادر على مواجهة التحديات التي فرضتها التحولات الرقمية والجائحة. ومع انتهاء الدعم الاستثنائي في 2025، سيكون الرهان الأكبر على قدرة القطاع على تعزيز استقراره المالي وتحقيق استقلالية تحريرية تدعم دوره كمراقب وموجه للرأي العام.