إعلام

علاقات خفية لموقع “أكسيوس” الأمريكي من أجل تشويه الحقائق الخاصة بغزة وجنوب لبنان

إعلام

علاقات خفية لموقع “أكسيوس” من أجل تشويه الحقائق الخاصة بغزة وجنوب لبنان

تثير العلاقة بين موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي والسياسات المشتركة للولايات المتحدة، إسرائيل، والإمارات، جدلا متزايدا حول تأثير الإعلام في تشكيل وتوجيه الرأي العام بشأن الصراعات في الشرق الأوسط، وخاصة الحرب على غزة وجنوب لبنان. يتمثل هذا الجدل في مزاعم التخابر الإعلامي وتشويه الحقائق المرتبطة بتلك الحروب.

من يمتلك اكسيوس؟

الخلفية السياسية..

تعتمد العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على دعم طويل الأمد يتسم بتعاون سياسي، عسكري، واقتصادي، فيما تمثل الإمارات أحد أبرز الحلفاء الجدد لإسرائيل في المنطقة بعد توقيع “اتفاقيات أبراهام” عام 2020، والتي أُبرمت برعاية أمريكية. هذه التحالفات، التي تتخطى الاقتصاد والسياسة إلى تعاون استخباراتي وأمني، تستند إلى رغبة مشتركة في مواجهة النفوذ الإيراني، والحد من صعود القوى المقاومة، مثل حركة حماس في غزة وحزب الله في جنوب لبنان.

دور “أكسيوس” في الإعلام..

موقع “أكسيوس” الأمريكي، الذي تأسس في عام 2017، اشتهر بتغطيته للأخبار السياسية والدبلوماسية بشكل مبسط وسريع. ومع ذلك، يُتهم الموقع بأنه أداة إعلامية تُستغل لتعزيز الأجندات الأمريكية والإسرائيلية، من خلال تسليط الضوء على أخبار محددة وتجاهل حقائق ميدانية هامة. تقارير “أكسيوس” غالبًا ما تعتمد على مصادر أمريكية وإسرائيلية رسمية، مما يُثير التساؤلات حول حيادية الموقع في تغطيته للأحداث الجارية في الشرق الأوسط.

ويُعرف تاريخيا، أن أفراد عائلة كوكس بتأييدهم للديمقراطيين في الولايات المتحدة. جيمس كوكس، مؤسس الشركة، كان مرشحا ديمقراطيا للرئاسة في عام 1920، وهذه العلاقة العائلية مع الحزب الديمقراطي استمرت عبر الأجيال. العائلة لها سجلات بالتبرع لأعضاء الحزب الديمقراطي، وهي معروفة بمساهماتها في الحملات السياسية للأهداف التي تتوافق مع الليبرالية.

التخابر وتشويه الواقع..

يُشير بعض المراقبين إلى أن التقارير المنشورة عبر “أكسيوس” تُظهر نوعا من التوافق مع الرواية الرسمية الأمريكية والإسرائيلية، فيما يتعلق بالحرب على غزة وجنوب لبنان. يتجلى هذا التوجه في كيفية تغطية الموقع للأحداث العسكرية وتقديم معلومات حول الهجمات الإسرائيلية على أنها “دفاع عن النفس”، في حين يتم إغفال أو التقليل من حجم المعاناة المدنية الفلسطينية واللبنانية. علاوة على ذلك، يتم تصوير المقاومة الفلسطينية واللبنانية على أنها “منظمات إرهابية” تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، وهو ما يتوافق مع الأجندة الإعلامية الأمريكية.

الإمارات: لاعب جديد في التأثير الإعلامي..

على الرغم من أن “أكسيوس” ليس مرتبطا بشكل مباشر بالإعلام الإماراتي، إلا أن التحالفات السياسية الجديدة بين الإمارات وإسرائيل بعد اتفاقيات أبراهام قد تؤدي إلى تأثيرات غير مباشرة. الإمارات تسعى إلى لعب دور محوري في دعم استقرار إسرائيل وتعزيز التطبيع الإقليمي، الأمر الذي قد ينعكس على كيفية تقديم الحقائق في وسائل الإعلام الأمريكية التي لها علاقات قوية بالسياسات الخارجية للإمارات والولايات المتحدة.

يُعتبر “أكسيوس” جزءا من شبكة إعلامية واسعة تتأثر بتحالفات سياسية وإستراتيجية تجمع بين الولايات المتحدة، إسرائيل، والإمارات. هذا التحالف يثير تساؤلات حول استقلالية الإعلام الأمريكي ومدى تأثيره في تشكيل الرأي العام بشأن الصراعات في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل النزاعات الجارية في غزة وجنوب لبنان. يبقى التحدي الأهم هو توجيه تغطية إعلامية متوازنة تسلط الضوء على جميع جوانب الصراع، وتجنب تشويه الحقائق أو الاعتماد فقط على الروايات الرسمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى