بالعربي من باريس |
في السنوات الأخيرة، شهدت فرنسا تحولا كبيرا في عادة القراءة بين مستعملي وسائل النقل، بحسب دراسة أجريت من قبل المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE) .
في عام 2022، انخفض عدد القراء في وسائل النقل من 55% في عام 2015 إلى 35% في عام 2022.
ويعود هذا الانخفاض إلى غزو وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت مصدرا أساسيا للترفيه والتواصل بين الفرنسيين. بحسب دراسة أجريت من قبل مركز أبحاث التسويق (IFOP) في عام 2023، يقضي الفرنسيون في وسائل النقل متوسطا 53 دقيقة يوميا على الهواتف الذكية، منهم 75% يتصفحون صفحات التواصل الاجتماعي. هذه النسبة ترتفع إلى 90% بين الشباب في الفئة العمرية 18-24 سنة.
تشكل جزيرة فرنسا (île de France) قلب هذا التحول، حيث تضم أكبر عدد من مستعملي وسائل النقل. بحسب بيانات السلطات العامة في عام 2022، يبلغ عدد مستعملي وسائل النقل في جزيرة فرنسا 13.5 مليون شخص يوميا. منهم، 80% يستخدمون الهواتف الذكية في وسائل النقل، و60% يتصفحون صفحات التواصل الاجتماعي.
وبحسب دراسة أجريت من قبل الاتحاد الفرنسي للنشر (SNE) في عام 2022، فإن التحول الرقمي يؤثر على نمط القراءة الفرنسي، إذ انخفض عدد القراء الذين يقرأون الكتب من 70% في عام 2015 إلى 50% في عام 2022. في المقابل، زادت نسبة القراء الذين يقرأون المحتوى الرقمي من 20% في عام 2015 إلى 40% في عام 2022.
هذا التحول يثير قلقا بين الخبراء، الذين يرون أن تدهور عادة القراءة يؤثر سلبا على التطور الثقافي والفكري للمجتمع، ويرى الخبراء أنه من واجب السلطات العامة والهيئات الثقافية العمل على تشجيع القراءة وتقديم بديل جذاب لوسائل التواصل الاجتماعي.
ولتحقيق ذلك، تؤكد الدراسات المعتمدة أنه يمكن اعتماد استراتيجيات مثل توفير محتوى رقمي جذاب، تنظيم حملات ترويجية للقراءة، وتشجيع الشراكات بين الناشرين والمؤسسات الثقافية. وعزت الدراسات ذلك إلى ضرورة أن يكون الهدف هو تعزيز القراءة وعودتها كجزء أساسي من الهوية الثقافية الفرنسية كما كانت من قبل.
بالعربي من باريس |