هل يَعُونَ يا ترى معنى الكرامة!
فواصل – –
حسن اليوسفي المغاري
هل يَعُونَ يا ترى معنى الكرامة!
غالبا ما نرحل بذواتنا خلال فترات، إلى عوالم جديدة، واقعا كانت أم خيالا.. وفي ذلك هروب من واقع عشناه وربما ألفناه..
واقع قليلا ما يكون مغلفا بشيء من الحُبور وكثيرا ما يغلب عليه الكَدَر..
واقعٌ نتجرع فيه مرارة العيش تارة، وتارة أخرى يكون فيه الأمل بحياة أفضل ملاذنا الوحيد.
لذلك، تعتبر مثل هذه المحطات، فرصة للتأمل..
هي فرصة لإعادة النظر في نمط الحياة، فرصة للتفكّر والتدبّر..
هي فرصة للتقييم ومناسبة أيضا للاستجمام وأخذ قسط من الراحة، إن توفّر ذلك وسنحت لك بها الأقدار؛ سيما إذا كان الفرد منا يقضي معظم أيامه بين دوامة العمل والحياة، لتبقى الطامة الكبرى هي الرغبة في التخلص من مُكدّرات العمل الروتيني اليومي.
لكن والظروف التي نعيشها هذه الأيام من فترة، المفروض أن تكون مخصصة للاستجمام، كما كانت نفسها خلال العام الماضي، لم تترك للكثيرين منا فرصة لاستنشاق هواء نقي يجدد الدماء في عروقنا.
كم نحن في حاجة للاختلاء بذواتنا، بعوالمنا، لواقعنا الذي نحلُم أن يكون أفضل، ولطالما حلمنا أن يكون كريما يحفظ للإنسان إنسيّته في عالم لا يعترف سوى بسلطة المال والجاه بدرجة أكبر من سلطة السياسة.
كم نحن في حاجة ماسة إلى عالم نقيّ؛ خالٍ من الحقد والحسد والضغينة والمكر والخديعة والرغبة في امتلاك الآخر…
صرنا نعيش العبودية المغلفة بشعارات الحرية والديمقراطية والحقوق؛ حيث أضحت الحياة بمثابة البُعبُع الذي يُخيف الكبير قبل الصغير.
عالمنا صار يعجّ بالديناصورات الآدمية تحت مسمى “السياسة”.. بالحروب وصنع المآسي والتآمر على حق الإنسان في العيش الكريم، وبالرغبة في السيطرة الجامحة حيث قِوى العالم الكبير والمتوسط والصغير والمصغّر.
صار الكلّ يستقوي على الكلّ، إذ يغيب الحِسّ الإنساني وكأن الحياة أبدية، فليتهم يتفكّرون أنها فانية.
الحمد لله الذي عافانا مما ابتُلي به الآخرون، لا نريد منكم لا جاها ولا مالا ولا منصبا ولا كراسي نورثها لأبنائنا باسم السياسة لخدمة الصالح العام!
تلكم شعارات مللنا سماعها، نريد منكم حياة كريمة وكفى.
فهل يَعُونَ يا ترى معنى الكرامة!