على متن مركب الحياة.. مركب القراءة
فواصل – –
حسن اليوسفي المغاري
بمناسبة اليوم العالمي للكتاب؛ Journée Mondiale Du Livre
هو ذاته ضمنيا بمثابة اليوم العالمي للقراءة..
على متن مركب الحياة.. مركب القراءة
ذكرى عزيزة وغالية عند المدمنين على القراءة؛ يوم يؤرخ لمسار القراءة مجتمعيا وثقافيا وتعليميا، يسائل السياسة عما فعلته بالمثقف وبالمفكر وبالقارئ النهم والقارئ العصامي..
… كانت قراءاتي الطفولية الأولى مع قصص (محمد عطية الأبراشي)؛ التي نهلت منها شغف ومتعة القراءة في مستوياتي التعليمية الابتدائية الأولى، وتطورت قراءاتي مع تطور المستوى الدراسي في تلقي المعرفة، فصار الكتاب صديقا وأخا ورفيقا.. لم أملّ منه حيث كان نعم الوفي.. عشت في كنفه وبين دفّتيه صغيرا وشابا.
من السيرة الذاتية “الأيام” لطه حسين، إلى كتابه “في الأدب الجاهلي” ، إلى كتاب “نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام” بأجزائه الثلاثة، إلى كتاب الرافعي “من وحي القلم” … وغيرها كثير كانت قراءتي لها في مستوى البكالوريا.
وتقدمت مع الكتاب في السن من القصة إلى الرواية إلى الكتاب الأكاديمي الفكري، والأدبي والفلسفي، والمتخصص الإعلامي…
شغفٌ ما بعده شغف؛ وكان نعم الإدمان.. رأيتُ فيه مسار أمم وفكر ونظريات ووجهات نظر مختلفة بين مفكرين وأدباء ومؤرخين، سافرتُ من خلال قراءاتي مع العديد ممن سافروا بي على متن مركب الحياة.. مركب القراءة.
… تنقلت بين رفوف خزانة دار الشباب “بوشنتوف” منخرطا صغيرا ودار الشباب “الزرقطوني” بالدار البيضاء يافعا؛ بعدها إلى الخزانة البلدية (سابقا) بشارع الجيش الملكي؛ ثم الخزانة الوطنية حينها بالرباط، ومكتبة آل سعود بالبيضاء.. وفي كل فترة من فترات حياة مليئة بالتجارب؛ كانت القراءة خير مٌعين في اختيار الطريق الصحيح…
الجيل المعاصر لا يعرف طريق الكتاب إلا من كان له حظا من ذلك..
الآن، صار عالم فيسبوك رفيق “ثقافة” العصر الرقمي وديدن الصغير والكبير، وافتقدت أجيال متعة القراءة ولمس واستنشاق عبير ورق الكتاب.