فواصل

نقط حذف في زمن “الذلقراطية”…

فواصل – –

نقط حذف في زمن “الذلقراطية”…

خسن اليوسفي المغاري

 

… وبعد تمعّن طويل فيما يحدث وفيما حدث، أستعير كلمة ” الذلقراطية” من أستاذي المهدي المنجرة، رحمة الله عليه، لكي أعبر عن حزن عميق اتجاه أحداث ومواقف مررنا بها، كانت بمثابة تعبير حقيقي عن الذّلّ والإذلال وعن اللاديمقراطية في المواقف السياسية والقرارات الاجتماعية المهينة، المعلومة منها والخفية.

سافرت ساعة زمن على متن قطار الأحداث المتراكمة؛ سافرت مع مجموعة مواقف وقرارات تؤكد أن “الذلقراطية” صارت بمثابة النسق السياسي المتّبع علناً لإظهار الحقيقة الخفية المتمثلة في فرض هيمنة الإذلال المجتمعي أمام مظاهر أخرى علنية الغرض منها تزيين الواجهة فقط.

استغرقتُ مسافة ليست بالقصيرة في التفكير لعلّي أصل إلى شاطئ “النجاة”، وعلى الرغم من أني مُغرمٌ بالبحر وبالمحيط حيث تتلاطم الأمواج، إلا أن روحي متعلّقة بأملٍ قد يكون بعيدا لكنه غير مستحيل.. أمل رياح التغيير بزخات مطر خفيف تجعل من الكرامة الإنسانية هدفا مع ديموقراطية حقيقية على أرض الواقع..

… هل تفيد نقط الحذف في إيصال المعنى؟جلس صاحبنا في نفس المقهى.. في نفس المكان بالصف الأول.. استنشق هواء المحيط؛ بلل نفسه بقطرات المطر الرقيق.. فكر في ثلثي الكرة الأرضية المائية؛ حيث قال خالقها كوني بردا وسلاما على الثلث الباقي الذي نعيش فوقه…

… نقط حذف
انتقل صاحبنا بتفكيره صوب تحليل حركات الموج والريح ومحتوى المحيط والمتوسط؛ عجز صاحبنا ولم يجد أمامه سوى نقط حذف..
نقط حذف أخرى…

واقع أليم في زمن الرعاع..
في بعض من الأحيان تصبح الوحدة ملاذا لمن يبحث عن الراحة المزيّفة، متخذا التفكير أو الغوص في مجريات الأحداث أو بين دفات كتاب، حيث واقع غير الواقع، وحيث الأمل بعيدا عن الألم، وحيث سكينة الروح التي سئمت ” نظام التفاهة”!

نقط حذف أخيرة..
رعاع هذه الأزمنة استقووا على شعوب وأظهروا بطشهم عليها.. يستخدمون الاستعلامات والإعلام والسياسة والاقتصاد والقوانين الوضعية المحاكة على مقاس ديموقراطيتهم، مستغلين غباء تفكير محلّليهم السياسيين وتبعية إعلامهم الغارق في التفاهة.
… بات الوضع موشوما بقرف بعضهم؛ وبشؤم بعضهم؛ وبلؤم بعضهم؛ وبتفاهة تفكير بعضهم الآخر؛ وبجدّية قلّتهم..
فكر صاحبنا في “المكتاب”؛ أي القدر.. ووضع نقط حذف لأن “المكتاب ما منو هروب”..

… ؟
الزمن غير الأزمنة؛ والمكان غير الأمكنة؛ والإنسان غير الإنسان؛ والإحساس غير الأحاسيس؛ والماضي غير الحاضر، والحاضر غير المستقبل؛ والمستقبل قدرٌ إما مُشرق أو أكثر ظلمةً وظُلما..

حسبنا الله ونعم الوكيل
… هل أضيف نقط حذف أخرى؟
كفى.. كفى بكل معانيها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button