فواصل
ربط ملف الصحراء بالقضية الفلسطينية والتطبيع
فواصل – –
حسن اليوسفي المغاري
ربط ملف الصحراء بالقضية الفلسطينية والتطبيع
في غمرة الحزن والألم، أتصفح ما يخطّه بعضهم بخصوص فلسطين والقضية، والتطبيع والخيانة، والصحراء والوطنية.. ولا أجد للأسف سوى التخوين والسباب والكلام الجارح!
أليس فيكم عاقل؟ هل صار الفضاء الأزرق مساحة مفتوحة للسباب والتنقيص والحطّ من كرامة الآخر؟ هل حرية التعبير هي تخوين من كان له رأي غير الرأي الرسمي!؟
سألني أحدهم عن رأيي فيما يجري، ورأيي سأعبر عنه علانية ولن أحتاج للحديث وراء الكواليس:
الصحراء مغربية في مغربها، والقدس فلسطينية في محرابها، وفلسطين عربية إسلامية كانت وستظل أرض الأنبياء والرسل والديانات السماوية، والتطبيع الخفي والعلني مع الكيان الصهيوني، خيانة عظمى للقضية الفلسطينية..
أمّا إعلان التطبيع الرسمي للمغرب مع إسرائيل و”الاعتراف” الأمريكي بسيادة المغرب الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية، فما هو سوى مقايضة سياسية لعب فيها اللوبي الصهيوأمريكي أدوارا طلائعية لاستكمال رقعة الشطرنج الكبرى.
قبل أي حديث في الموضوع، وقبل أي سبّ أو شتم أو تخوين، اقرأوا تاريخ القضية الفلسطينية، واقرأو تاريخ أقاليمنا الصحراوية وكل مناطق الصحراء المغربية، واطلعوا على سياسات وبروتوكولات حكماء صهيون، وراجعوا الاتفاقيات من قبل سايس بيكو إلى الآن، واستحضروا ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف الدول الإستعمارية في العراق وأرض الشام والشرق الأوسط بصفة عامة.
لكي نصل إلى الحقيقة، يجب الاطلاع على مجريات الأحداث التاريخية، واستحضار التفكير العقلاني والتخلي عن التفكير السطحي في نظرتنا للأمور..
الأحداث التاريخية والسياسية أعمق بكثير مما نراه في ردود الأفعال “الفيسبوكية”..
السياسة أعمق بكثير من التأويلات السطحية التي يتخبط فيها للأسف من هبّ ودبّ حتى صار الجميع يحلّل وينظّر ويخوّن ويسبّ ويشتم!
مغربية الصحراء لا نزاع عليها داخليا إلا من طرف الانفصاليين، وملف الصحراء لم يكن ليعمّر لولا السياسات الرسمية الانتقائية المتتالية؛ ولولا السلبية التي ميزت تعامل الأحزاب وعدم تحملها للمسؤولية منذ سبعينيات القرن الماضي، وبالتالي فإن البوليساريو صنيعة الانهزامية السياسية التي دفعت الجارة الجزائر للقيام بدور تثبيت “مسمار جحا” في الصحراء بخلق مخيمات تندوف وتشجيع الانفصال…
فهل نحتاج لتأكيد مغربية الصحراء؟ وماذا لو لم يتخذ الرئيس الأمريكي المنهزم قرار “الدقيقة التسعين” المعترِف بسيادة المغرب على كل المناطق الصحراوية، هل كان يجوز لنا القول داخليا “الصحراء الغربية”؟! ولماذا كان القرار الأمريكي مرتبطا بعودة العلاقات الرسمية المغربية مع إسرائيل؟!؟
الجدير بالذكر أيضا أن القضية الفلسطينية في نظر الشعوب العربية الإسلامية، ليست هي نفس القضية التي تحملها الأنظمة العربية الرسمية؛ الأمر الذي كان على مرّ العصور يُحدث شرخا عميقا بين الحاكمين والمحكومين!
سيقول قائل بأننا لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، وبأن السلطة الفلسطينية تتعامل مع إسرائيل وبأن كبير المفاوضين كان يعالج ومات بمستشفى إسرائيل، وبأن حركة المقاومة حماس سبق أن قبلت بحدود فلسطينية عند حدود عام 1967، وبأن خطط السلام المتعاقبة تمت مناقشتها مع الطرف الإسرائيلي..
لكن الحقيقة الضائعة هي أن فلسطين قضية شعب بدون دولة، شعب مُغتصٓب في أرضه وفي وطنه وفي عيشه.. بينما الكيان المغتصِب، دولة معترف بها، دولة يعتبر جيشها أقوى جيش في الشرق الأوسط، بل الأكثر من ذلك، دولة نووية بدعم تلكم الدول المساندة.
بالأمس قدم السفير الأمريكي خريطة المغرب التي اعتمدتها الولايات المتحدة كاملة متضمنة للصحراء، وبالأمس أيضا صرّح الوزير بوريطة بأن استئناف العلاقات مع إسرائيل قرار سيادي ينطلق من طبيعة العلاقات بين المغرب واليهود عامة، وبينه وبين إسرائيل خاصة.. وبأن زيارته لإسرائيل ممكنة.. الحوار يا سادة كان مع قناة إسرائيلية ونقلت مقتطفات منه “هسبريس”.
نقطة إلى السطر.