تأملت كثيرا واقعنا الإعلامي المجتمعي وتساءلت..
فواصل – –
حسن اليوسفي المغاري
تأملت كثيرا واقعنا الإعلامي المجتمعي وتساءلت..
ألا يجدر بنا طرح علامات استفهام كبيرة عن سبب انتشار التفاهة والسخافة التي ساهمت فيها وسائل التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيراتها السلبية طبعا، والتي دفعت الناس إلى نشر غسيلهم أمام الملأ، وحجم المتابعة المليونية لتلك التفاهات، أمام النقص المهول في متابعة واقعنا الاجتماعي والسياسي الحقيقي الذي ينخر وضع فئات عريضة من المجتمع، معيشيا وتعليميا وتعدّ على الحقوق وانتهاك للكرامة وتنقيص من إنسانية الإنسان!؟
يجب الإقرار بأن المغرب ليس استثناء من نشر تلكم الظواهر الاجتماعية التي باتت معروفة بـ”الحياة اليومية”، وإنما هي ممارسات عالميا سبقتنا إليها دول غربية كثيرة، لكن هل الخصوصية السوسيوثقافية نفسها؟ أكيد لا.. لكننا ننساق دائما وراء تفاهات الآخر والتي قد تكون عادية بالنظر إلى ثقافته وإلى خصوصيته الاجتماعية، بينما هي عندنا تدخل في نطاق العادات والتقاليد والبيئة الاجتماعية المعيشة التي يغلب عليها طابع الأخلاق والموروث الثقافي والحضاري…
فياليتنا ننساق وراء تقليد التقدم العلمي والتكنولوجي الحاصل عندهم، ونقلد بعض دول الغرب في مناهجها التعليمية المتقدمة، وفي مسارها المتطور لمواكبة العصر من أجل تطوير مناحي الحياة قصد التخفيف من عبء الضغط على المواطن.
أَوَليس لنا الحق في وضع الأصبع على المسبب الحقيقي للدّاء الذي جعل الغالبية العظمى من المجتمع، جسما عليلا ينخره سرطان الاستقواء والاستعلاء والنهب والتسلط!؟
أَوَليس لنا الحق في مساءلة القائمين على تدبير شؤون البلاد والعباد عن سبب استغلال فئة قليلة جدا، بالنظر إلى عدد سكان المغرب، استغلالهم للثروات الظاهرة والباطنة!؟أليس من حق المواطن المطالبة بحق العيش الكريم أمام تغوّل لوبيات المال والجاثمين على كراسي السياسة بالباطل!؟
أليست تلكم الظواهر والعمل على انتشارها على أوسع نطاق، هو من باب الإلهاء ليس إلا !؟
يجب أن نعترف، وأمام تلكم السيطرة التي باتت تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي على أفراد المجتمع، أن الغالبية العظمى صارت رهينة الفضاء الرقمي المشرع الأبواب..
يجب علينا أن نعترف بأن جيل وسائل التواصل الاجتماعي صار المتحكم في مجريات المجتمع، وذلك بنشره وبتتبعه بنهم كثير، لكل تلكم المنشورات الرقمية المصورة بالصوت والصورة، والتي باتت تحطم الأرقام القياسية في المشاهدة، دون أن ننسى أيضا الأرقام المحققة المعتبرة أيضا من جهة العائد المادي.
أليس من حقنا وضع علامة استفهام كبيرة حول الدور الذي تقوم به المدرسة في عصر انتشار الوسائط المتعددة؟ أليس من حقنا كمواطنين نساهم في تمويل وسائل إعلامنا، أن نسائل القيمين على هذه الأخيرة عما تقدمه من توعية وتربية وتوجيه ومواكبة وتأطير؟ !
مقابل ذلك، يجب أن نعترف أيضا بأن هناك جانبا مشرقا في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، ألا وهو تحطيم حاجز الخوف لدى المواطن./