تقنيات الذكاء الاصطناعى فى الإعلام.. الواقع والتطورات المستقبلية (دراسة)
المجلة المصرية لبحوث الإعلام
- مى مصطفى عبدالرازق
تسعى الدراسة إلى التعرف على إتجاهات القائمين بالاتصال نحو تبنى واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى Artificial Intelligence ، وتأثير ذلك على واقع ممارساتهم الإعلامية ومحاولة استقراء مستقبل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعى فى مجال الإعلام بالتطبيق على عمدية متاحة قوامها (451) مفردة من القائمين بالاتصال مقسمة إلى عينة قوامها ( 265 ) مفردة من المنتمين للوسائل الإعلامية المصرية و ( 186 ) مفردة من المنتمين للوسائل الإعلامية العربية بمختلف الإدارات والأقسام خاصة ذات الصلة بالبيئة الرقمية ، وذلك من خلال توظيف النظرية الموحدة لقبول واستخدام تكنولوجيا المعلومات Unified Theory Of Acceptance And Use Of Technology (UTAUT) ، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها :
1- يتابع المبحوثون الأخبار الخاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعى بمعدل مرتفع ، ويأتى ذلك فى إطار أن الذكاء الإصطناعى أصبح حاضرا نعيشه وسط جدال مستمر حول فوائده المدركة ومخاطره المحتملة وقدراته المتطورة باستمرار.
2- أشار المبحوثون إلى قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعى على محاكاة السلوك البشرى فى القيام بالعديد من المهام الإعلامية ، وتؤكد هذه النتيجة أهمية تلك التقنيات وضرورة العمل على إمتلاكها واستثمارها والاستفادة مما تحققه من إيجابيات ولكن تحت إشراف ومتابعة دقيقة من العنصر البشرى .
3- جاءت المجالات الأكثر استخداما لتقنيات الذكاء الاصطناعى وفقا لآراء المبحوثين بالترتيب كالتالى : (المجال التسويقى) ، ثم (المجال الإعلامى) وأخيرا (المجال الفنى والإدارى ) وتمثلت أهم تقنيات الذكاء الاصطناعى من وجهة نظر عينة الدراسة فى (صحافة البيانات كتحويل النصوص لبيانات بمختلف الأشكال) ، (تقنيات الترجمة الآلية للغات الأخرى) ، (استخدام الروبوت فى عمليات التحرير الصحفى أو تقديم الأخبار من الاستوديو أو ميدانيا) ، (استخدام الـ BOTS الدردشة الآلية للرد على استفسارات وتعليقات الجمهور).
4- تمثلت الموضوعات الأكثر توظيفا لتقنيات الذكاء الاصطناعى فيها بصورة أكبر من وجهة نظر إجمالى مبحوثى الدراسة فى الصحافة الخدمية كمعرفة أحوال الطقس و أسعار العملات والذهب وغيرها ، ثم فى الصحافة الاقتصادية ، كما أجابت النسبة الأكبر من المبحوثين بأن تلك التقنيات ستقود فى وقت لاحق إلى تطورات بالأداء المهنى بدرجة كبيرة ،
ويمكن القول أن الأداء المتوقع قد يؤدى إلى إيجاد نية سلوكية لاستخدام هذه التطبيقات ومن ثم قيامهم بالفعل بتوظيفها فى العمل الإعلامى بمختلف أبعاده المهنية والتسويقية والإدارية والفنية ، بما ينتج عنه تعزيز وتحسين جودة الأداء و تحقيق قيمة مضافة ، وزيادة الإنتاج فى العمل بشكل أكثر احترافية.
5- جاءت إجابات المبحوثين طبقا لموقف مؤسساتهم الإعلامية تجاه استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى خلال السنوات القادمة بأنها (ستقوم بإجراء بعض التغييرات والاصلاحات لتبنى هذه التقنيات) ثم (سيستمر الوضع الحالى بدون السعى إلى اقتناء هذه التقنيات واستخدامها ) وأخيرا (ستقوم بعمل تحولات جذرية وعميقة لتبنى واستغلال هذه التقنيات) ، ويتوقف ذلك على التسهيلات المتاحة Facilitating Conditions لكل مؤسسة إعلامية .
6- وفقا لتصورات المبحوثين لأنفسهم ولزملائهم بالمؤسسة ورؤسائهم المباشرين فقد كانت النسبة الأكبر تتجه نحو تأييد استخدام تلك التقنيات ، وهكذا اتجهت نتائج الدراسة إلى قبول من هم فى الإدارات الدنيا أو الوسطى لاستخدام وتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعى بالعمل بالمقارنة لمن هم فى الإدارة العليا بالمؤسسات الإعلامية المختلفة .