وقفة احتجاجية وطنية لطلبة الطب بالرباط تواجه بتدخل عنيف للسلطات
نظم طلاب كليات الطب في المغرب، 24 شتنبر 2024، وقفة احتجاجية في العاصمة الرباط، للتعبير عن رفضهم للسياسات التعليمية الجديدة وتدهور الأوضاع في كليات الطب. المتظاهرون، الذين كانوا مدعومين من عائلاتهم، طالبوا بتحسين الظروف الدراسية وتوفير المعدات اللازمة للتدريب، إلى جانب تحسين التعويضات الخاصة بالتداريب الميدانية.
وقد واجهت السلطات الأمنية هذه الوقفة بتدخل حازم لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة بعض الطلاب وإغماء البعض الآخر. وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل استمرار مقاطعة الامتحانات منذ عشرة أشهر، ما يهدد بسنة بيضاء. وتفاقمت الأزمة بعد رفض أكثر من 75% من الطلاب العرض الحكومي الذي قدم مؤخرًا لمحاولة حل النزاع، معتبرين أنه لا يلبي تطلعاتهم. وتضمن العرض الحكومي بعض المقترحات قالت عنها إنها لتحسين ظروفهم الأكاديمية والمهنية.
فمنذ السنة الماضية، تشهد كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في المغرب سلسلة متواصلة من الاحتجاجات التي نظمها الطلاب، تعبيرا عن رفضهم لعدد من القرارات الحكومية المتعلقة بالنظام التعليمي الطبي. وتصاعدت وتيرة هذه الاحتجاجات مع مقاطعة الطلاب للامتحانات، مما خلق أزمة كبرى تهدد بسنة بيضاء في مؤسسات التعليم الطبي.
وتتركز مطالب الطلاب حول نقاط أساسية أهمها تحسين البنية التحتية، حيث يطالبون بتوفير معدات وتجهيزات كافية في المستشفيات الجامعية التي يتم فيها التدريب العملي.
ويشكو الطلاب من ضعف التعويضات المالية التي يحصلون عليها خلال فترات التدريب، ويطالبون بزيادتها بما يتناسب مع الجهد المبذول، هذا إلى جانب مطالبتهم بالعدالة في تنظيم الامتحانات وإعطاء فرصة متساوية للجميع، لا سيما في ظل تعقيدات المقاطعة وتأجيل بعض الدورات الامتحانية.
كما يؤكد الطلاب على ضرورة إشراكهم في أي قرارات إصلاحية تخص قطاع الطب والتعليم الطبي، كونهم أحد الأطراف الرئيسية المعنية.
واستمرت مقاطعة الامتحانات لأكثر من عشرة أشهر، حيث رفض الطلاب المشاركة في الامتحانات الرسمية، وهو ما أدى إلى تهديد سنة دراسية كاملة بالضياع.
ونظم الطلاب عدة وقفات احتجاجية خلال السنة الدراسية للعام الماضي في مدن مغربية كبرى، مثل الرباط والدار البيضاء. واجهتها السلطات بالتدخل الأمني لتفريقها. وقد تسببت هذه المواجهات في وقوع إصابات بين الطلاب، فضلاً عن إغماءات جراء التدخل القوي لقوات الأمن.
وقدمت الحكومة عرضًا للطلاب يتضمن تحسين البنية التحتية في المستشفيات الجامعية وزيادة التعويضات المالية، بالإضافة إلى وعود بإعادة تنظيم الامتحانات. إلا أن هذا العرض تم رفضه من قبل أكثر من 75% من الطلاب على المستوى الوطني، معتبرين أنه غير كافٍ ولا يلبي جميع مطالبهم.
تظل أزمة طلاب كليات الطب في المغرب أحد التحديات الرئيسية التي تواجه النظام التعليمي الطبي، حيث يعكس الوضع الحالي غياب الثقة بين الطلاب والحكومة. وفي غياب حل مستدام يرضي جميع الأطراف، من المتوقع أن تستمر هذه الأزمة لفترة أطول، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل التعليم الطبي في البلاد.