أخبار وتقارير

بعد الإعفاء المتبادل من التأشيرة.. آفاق الشراكة المغربية الأذربيجانية

تشهد العلاقات بين المغرب وأذربيجان تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، معززا بالإعفاء المتبادل من التأشيرة بين البلدين. القرار الذي دخل حيز التنفيذ رسميا، يوم 28 غشت 2024.

وذكر بيان للتمثيلية الدبلوماسية المغربية أنه “اعتبارا من هذا التاريخ، سيتمكن المواطنون الأذربيجانيون من السفر إلى المغرب دون الحاجة إلى تأشيرة ‏للإقامة لمدة تصل إلى 90 يوما، شريطة أن تكون جوازات سفرهم صالحة لمدة لا تقل عن 180 يوما ‏ابتداء من تاريخ الدخول”. مضيفا، “كما سيستفيد المواطنون المغاربة من نفس الامتيازات عند زيارتهم لأذربيجان”‎.‎

ويعكس القرار، حسب ذات البيان، الرغبة المتزايدة في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، ويفتح الباب أمام فرص جديدة للتبادل التجاري والسياحي والاستثمارات المتبادلة.

العلاقات السياسية: شراكة دبلوماسية متينة

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وأذربيجان في تسعينيات القرن الماضي، حيث أن تاريخ 28 غشت، صادف الذكرى الثانية والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ‏المغرب وأذربيجان، إذ شهدت تلك العلاقات تطورا تدريجيا.

على مستوى التعاون السياسي. يدعم البلدان بعضهما في القضايا الدولية، حيث يحرص المغرب على دعم وحدة أراضي أذربيجان في نزاعها مع أرمينيا حول إقليم “ناغورني قره باغ”، في حين تدعم أذربيجان السيادة المغربية على الصحراء المغربية.

ويُعتبر الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين البلدين، خطوة مهمة في تعزيز العلاقات السياسية، حيث يعكس ثقة متبادلة ورغبة في تسهيل تنقل المسؤولين والمواطنين بين البلدين. كما تساهم هذه الخطوة في تعزيز الحوار والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي.

العلاقات الاقتصادية: إمكانيات كبيرة لتعاون أوسع

رغم أن حجم التبادل التجاري بين المغرب وأذربيجان لا يزال متواضعا مقارنة مع علاقات المغرب مع دول أخرى، إلا أن هناك إمكانيات هائلة لتطوير هذه العلاقات، خاصة بعد إلغاء التأشيرة الذي سيسهل حركة رجال الأعمال والمستثمرين بين البلدين.

ووفقا لبيانات اقتصادية حديثة، بلغت قيمة المبادلات التجارية بين المغرب وأذربيجان حوالي 50 ملايون دولار في عام 2022، استورد المغرب منها من أذربيجان ما يقدر بـ 5 ملايين دولار خلال نفس العام. تشمل هذه الصادرات منتجات زراعية، ومنسوجات، ومواد كيميائية، بينما يستورد المغرب بشكل أساسي منتجات بترولية من أذربيجان.

ويمثل إلغاء التأشيرة فرصة لتعزيز هذه الأرقام، حيث من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة زيادة في حجم التبادل التجاري، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات المتبادلة في قطاعات مثل الطاقة، والزراعة، والصناعات التحويلية.

التعاون الثقافي والسياحي: جسور جديدة بين الشعبين

على الصعيد السياحي، يمثل إلغاء التأشيرة فرصة كبيرة لتشجيع السياحة بين البلدين. يمكن للسياح من المغرب وأذربيجان الآن زيارة البلد الآخر دون الحاجة إلى إجراءات معقدة، مما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي.

أذربيجان، بموقعها الجغرافي الفريد بين أوروبا وآسيا، وجبالها الخلابة وثقافتها المتنوعة، تُعتبر وجهة سياحية جذابة للمغاربة. بالمقابل، يمكن للسياح الأذربيجانيين استكشاف تاريخ المغرب العريق ومدنه العتيقة.

تأثير إلغاء التأشيرة على العلاقات المستقبلية

إلغاء التأشيرة بين المغرب وأذربيجان هو خطوة استراتيجية تعكس التزام البلدين بتعميق العلاقات الثنائية. فمن المتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى جانب الزيادة التدفق السياحي، بفضل تسهيل إجراءات الدخول، تعزيز التبادل التجاري الذي يمكن ويشجع رجال الأعمال على استكشاف الفرص الاستثمارية في كلا البلدين، مما يؤدي إلى زيادة في حجم التجارة الثنائية. إضافة إلى ذلك، تقوية التعاون السياسي الذي يعزز من قدرة البلدين على التنسيق في المحافل الدولية بشأن قضايا ذات اهتمام مشترك مثل الأمن والاستقرار في القوقاز وشمال إفريقيا.

فبالرغم من التحديات التي قد تواجه توسيع مجمل هذا التعاون بين البلدين، فإن الإمكانيات المتاحة، مع إلغاء التأشيرة، تفتح آفاقا جديدة للتعاون المثمر. ويمكن أن يمثل انطلاقة جديدة في العلاقات الثنائية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تتطلب تكاتف الجهود بين الدول الصديقة والشريكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى