فلسطين

نداء إلى قادة دول الشرق الأوسط

د. مصطفى يوسف اللداوي

د. مصطفى يوسف اللداوي

نداء إلى قادة دول الشرق الأوسط

إلى الذين لا يعرفون موقعهم الجغرافي ومكانتهم الاستراتيجية ….

إلى الذين ينامون في العسل، ويحلمون بالرخاء والرغد، والنعيم وسعة العيش….

إلى الذين لا يفكرون إلا في المتعة والسفر، ولا يهتمون إلا بالطعام والتخمة، ولا يتمنون غير الدنيا وينسون الآخرة…

إلى الذين يظنون أنهم في مأمنٍ من عدوهم، وأنهم في سلامٍ معه، وفي حلفٍ به يجمعهم ….

إلى مصر والعراق، والسعودية والأردن، وتركيا وإلكويت….

وإلى قطر والبحرين، والإمارات وسوريا، واليمن والسودان….

أما لبنان وفلسطين وإيران فلا أستثنيهم إلا تكريماً، ولا أقفز عنهم إلا تشريفاً….

انتبهوا أيها القادة فالدور قادمٌ عليكم، والعدو يتربص بكم، ونتنياهو يهددكم، وهو بصواريخه يعدكم…..

لا تظنوا أن العدو الذي يعرفكم سيرضى عنكم أو سيقبل بكم، فهو لا يراكم إلا عبيداً أو غلماناً، وخدماً وسعاةً….

ألا تعرفون ما قاله أجدادكم عن حكمةٍ وبصيرةٍ، “أكلت يوم أكل الثورُ الأبيضُ”….

ستؤكلون أيها السادة …. ستقتلون وستشردون، ستنتهك كرامتكم إن كانت، وستذل أعانقكم التي لم ترفع…..

أيها القادة ستنهب خيراتكم وتستعبد شعوبكم …. وستنفون في الأرض ولن تجدوا أرضاً تقلكم أو دولةً تقبل بكم….

أيها الشرق أوسطيون ألم تقرأوا كيف وصل المغول إلى بلادكم، وكيف استعمر أوطانكم….

هل نسيتم تخاذل الدول وصمتها، وامتناعها عن نصرة بعضها، وتشفيها بدولها…..

سلوا العباسيين الذين ظنوا أنهم في مأمنٍ من المغول، وتعلموا من الخوارزميين الذين تأخروا عن نصرة إخوانهم….

اسألوا ملوك الأندلس وأمراء الطوائف وحكام غرناطة واشبيلية وطليطلة….

اتعظوا ممن لا قبور لهم ولا مقاماتٍ تخلد ذكرهم، ممن صبت عليهم اللعنات وما زالت تنزل عليهم الشتائم….

يا قادة الشرق الأوسط …. انتبهوا … فإن نتنياهو يهددكم بالعربية لا بالعبرية …. والخبر ما ترون غداً لا ما تسمعون اليوم…..

غداً ستندمون ولكن “ولات حين مندمٍ”….

أيها السادة …. أيها القادة الذين لا نراكم إلا أغبياء وبلهاء… أو عملاء وسفهاء….. أو أنتم جهلةٌ وسفلةٌ…

إنه النداء الأخير قبل اندثاركم، والتنبيه الصادق قبل سحقكم…..

فإن كنتم تجهلون نعلمكم، وإن كنتم لا تفهمون نفقهكم، وإن كنتم لا تبصرون فإننا عيونكم ….

واعلموا أن شعوبكم حاضرة، وهي ثائرةٌ ناقمة، وهي جاهزةً قادرة، وهي حرةٌ كريمةً، وأصيلةٌ شريقةٌ، وعزيزةٌ تضحي من أجل كرامتها، وتقدم من أجل مستقبلها، ولا تقبل الضيم، ولا ترضى بالذل ….

يا قادة دول الشرق الأوسط لا تكونوا كابن نوحٍ الذي تخلى عن الحق فغرق ومات، واركبوا معنا اليوم سفينة النجاة، سفينة العزة والكرامة، والشرف والشهامة….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى