ثقافة

اليوم العالمي للمدرّس والتشجيع على القراءة: دور المدرس في إحياء شغف القراءة لدى الأجيال

ثقافة

في الخامس من أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمدرّس، وهي مناسبة للاعتراف بالدور الأساسي للمدرّسين في بناء المجتمعات وتوجيه الأجيال نحو مستقبل أفضل. لكن في ظل التحديات العديدة التي تواجه التعليم في العالم عامةً، وفي المغرب بشكل خاص، يبقى أحد أكبر التحديات هو تعزيز ثقافة القراءة بين الأجيال الشابة.

تشير إحصائيات حديثة إلى أن معدلات القراءة في المغرب ما تزال منخفضة مقارنة بدول أخرى؛ إذ أظهرت دراسة أن 1% فقط من المغاربة يخصصون جزءاً يومياً من وقتهم للقراءة، مقارنة بأرقام مرتفعة في دول أخرى .

القراءة هي المفتاح الأساسي لتوسيع آفاق الفرد وتنمية مهاراته العقلية واللغوية. فهي تساهم في تعزيز الفهم، تطوير الخيال، وتوسيع المدارك. غير أن التحدي الذي يواجهه المجتمع المغربي، كما تشير الإحصائيات، هو غياب ثقافة القراءة اليومية.

وفقاً لتقرير صادر عن المندوبية السامية للتخطيط، فإن المغاربة يقضون وقتاً أقل بكثير في القراءة مقارنة بالأنشطة الترفيهية الأخرى مثل مشاهدة التلفاز أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .

في ظل هذا الواقع، يصبح دور المدرس محورياً في تشجيع التلاميذ على القراءة. يمكن للمدرّسين توجيه الطلاب نحو القراءة من خلال عدة استراتيجيات، منها إنشاء مكتبات القسم، إذ أننا نجد في المغرب، أن الكثير من المدارس تفتقر إلى مكتبات مجهزة بشكل جيد. يمكن للمدرّس، في هذا السياق، تنظيم مكتبة القسم تضم مجموعة متنوعة من الكتب المناسبة لأعمار ومستويات الطلاب، وذلك لتعزيز حب القراءة.

وتشير إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط إلى أن الطلاب المغاربة نادراً ما يخصصون وقتاً يومياً للقراءة خارج المدرسة. هنا يمكن للمدرّسين حل هذه المشكلة من خلال تخصيص وقت محدد يومياً للقراءة الحرة داخل الفصل، ما سيحفز التلاميذ والطلاب على تبني عادة القراءة في حياتهم اليومية.

الآن في العصر الرقمي، يمكن أن تكون التكنولوجيا وسيلة فعالة لتعزيز القراءة. يمكن للمدرّس أن يوجه الطلاب نحو التطبيقات والمواقع التي تقدم كتباً وروايات رقمية بلغات مختلفة، مما يسهل عليهم الوصول إلى محتوى قرائي متنوع.

كما يمكن تنظيم جلسات مناقشة جماعية حول الكتب التي يقرأها الطلاب. هذا النوع من الأنشطة يشجع التفاعل ويعزز الشعور بالمسؤولية تجاه المعرفة.

القراءة تنمّي شخصية الطالب، حيث تعزز قدرته على التفكير النقدي والتحليلي وتوسيع دائرة معارفه. في المغرب، حيث تواجه بعض الأسر صعوبات في توفير الكتب بسبب التكاليف المرتفعة أو عدم توفر المكتبات بشكل واسع، يمكن أن يكون دور المدرس في تسهيل الوصول إلى الكتب وتعزيز القراءة جماعية أساسياً في تغيير هذا الواقع.

وفقاً للإحصاءات الرسمية، يعاني المغرب من تحديات كبيرة في نشر ثقافة القراءة، حيث تظهر الدراسات أن القراءة ليست عادة مترسخة لدى العديد من الشباب . لهذا، يجب على المجتمع، وبالأخص المدرّسين، العمل على تحفيز الطلاب لبرمجة حصة يومية للقراءة خارج أوقات الدراسة، لتصبح القراءة عادة ممتعة وأساسية في حياتهم.

في اليوم العالمي للمدرّس، نتذكر أن دور المدرّس يتجاوز نقل المعرفة، ليشمل بناء جيل مثقف وشغوف بالقراءة. وعلى الرغم من أن إحصائيات القراءة في المغرب تشير إلى واقع غير مشجع، فإن المدرّس قادر على أن يكون العنصر المحرك لتغيير هذا الواقع من خلال تعزيز حب القراءة وتشجيع التلاميذ على جعلها جزءاً من حياتهم اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى