العلاقات المغربية الأذربيجانية التاريخ والتحديات: موضوع ندوة فكرية احتضنتها الرباط
نظمت سفارة أذربيجان في المغرب، الخميس 10 أكتوبر، بالتعاون مع جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية وجامعة محمد الخامس، ندوة فكرية حول العلاقات الثنائية بين البلدين. تمحورت الندوة حول سبل تعزيز التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة بعد إلغاء التأشيرة بين المغرب وأذربيجان، مما يعزز الاستثمار والتبادل السياحي. قدمت توصيات مثل إنشاء لجنة مشتركة للإشراف على التعاون الاقتصادي وتطوير منصات افتراضية للتبادل التجاري. كما تناولت الندوة أهمية التعاون في مجالات التكنولوجيا، الزراعة، والطاقة المتجددة، ودور الإعلام في دعم مؤتمر 29 للأطراف بشأن تغير المناخ: تحليل الأثر وآفاق المستقبل.
وأفادت وكالة أذرتاج، أن سفير جمهورية أذربيجان بالمملكة المغربية، ناظم صمادوف، حضر فعاليات الندوة وتطرق في كلمته الافتتاحية لطبيعة العلاقات الديبلوماسية المتميزة التي تجمع البلدين، مشيرا أنه تم تحقيق خطوات جد هامة في إطار برامج تم اعتمادها من أجل تحقيق مصالح مشتركة، عبر تعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
كما أبرز السفير، حسب “أذرتاج“، أنه بعد إلغاء التأشيرة بشكل متبادل، هناك وجود مشاريع برامج مستقبلية ترمي إلى تعزيز تبادل الزيارات السياحية بين مواطني البلدين، من خلال مواصلة تسهيل السفر عبر خط جوي مباشر، بالإضافة إلى تحسين النقل البحري الذي سيساهم لا محالة في تطوير التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي.
الندوة التي أطر محاورها، رئيس جمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية، محمد فقيري، ركز في مداخلته على طبيعة العلاقة التاريخية المتميزة بين أذربيجان والمغربـ،، حيث أشار فقيري، إلى العلاقة الثقافية المتطورة بين البلدين والتي تم تعزيزها من خلال تبادل الزيارات الثقافية والفعاليات المشتركة واتفاقيات التعاون الأكاديمي، حيث تم التوقيع على مذكرة علمية مما يسمح بتبادل الطلاب والباحثين بين الجامعات المغربية والأذربيجانية.
وفي مداخلته، أكد الدكتور جاسم صلاح، أستاذ باحث بالكلية المتعددة التخصصات بتارودانت، أنه منذ استقلال أذربيجان سنة 1992، أقامت الدولتان علاقات سياسية قوية، معتبرا أن إلغاء التأشيرة بين المغرب وأذربيجان فرصة كبيرة لتكثيف التبادلات الاقتصادية وتحفيز الاستثمار الأجنبي المباشر وتشجيع السياحة، الشيء الذي يسهل تنقل المستثمرين ورواد الأعمال، ويمهد الطريق أمام تعاون جديد في قطاعات مثل الزراعة والحرف وتكنولوجيا المعلومات.
وأضافت وكالة أذرتاج، أنه بمناسبة احتضان العاصمة الأذربيجانية باكو لمؤتمر ” كوب 29 ” خلال شهر نونبر القادم، قدم الدكتور والخبير الاقتصادي، رضوان حمدي، عرضا تناول فيه أهمية هذه المحطة الدولية، حيث أبرز أن محطة مؤتمر الأطراف ” كوب 29 “، ستكون حاسمة وفعالة لمواصلة وتفعيل المناقشات السابقة، لا سيما في مسائل التمويل والتعاون الدولي.
وفي نفس الموضوع المرتبط بمؤتمر ” كوب 29 “، تناول الصحافي حسن اليوسفي المغاري، موضوع “دور الإعلام في دعم مؤتمر 29 للأطراف بشأن تغير المناخ: تحليل الأثر وأفاق المستقبل”، حيث تطرق اليوسفي إلى أهمية ودور الإعلام في دعم برامج التغير المناخي، مؤكدا أن وسائل الإعلام العلمية والصحافة المناخية، تلعب دورا حاسما في تبسيط المعلومات للجمهور العريض، وتعزيز النقاشات العامة وتشكيل الرأي العام، مضيفا أن الإعلام لا يقتصر فقط على نقل الأخبار، ولكنه يساهم في تشكيل القرارات السياسية، من خلال إثارة الضغوط الشعبية والتأثير على صناع القرار.
وأكد اليوسفي أنه وبالرغم من الأدوار المهمة للإعلام، إلا أنه يواجه العديد من التحديات، ومن أبرز ها، تعقيد المعلومات العلمية، وضغوط المصالح الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى الأخبار الزائفة والمضللة.
وفي ختام الندوة الفكرية، أكد الجميع على ضرورة تنظيم المزيد من مثل هذ الندوات الفكرية والأنشطة والفعاليات التي سيكون لها تأثير إيجابي في تقريب المسافة أكثر بين البلدين والمجتمعين المغربي والأذربيجاني، ومنح الفرصة للناشئة من شباب وأطفال في كلا الجانبين، للتعرف على تاريخ وحضارة الآخر.