فواصل

ألا فاهنأوا أيها المتصهينون من بني جلدتنا.. القضية لم تمت ولن تموت

فواصل – –

حسن اليوسفي المغاري

ألا فاهنأوا أيها المتصهينون من بني جلدتنا.. القضية لم تمت ولن تموت

 

القضية الفلسطينية بدأت من عام 1897 بانعقاد المؤتمر الصهيوني الأول وهي مستمرة حتى الوقت الحالي.. القضية لم تمت ولن تموت..

منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1897 بقيادة ثيودور هرتزل، بدأت مرحلة جديدة ومفصلية في القضية الفلسطينية. كان هذا المؤتمر البداية الرسمية للحركة الصهيونية التي سعت إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين. في هذا المؤتمر، تم وضع الأسس لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، مما فتح الباب أمام الصراع الذي لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا.

بعد المؤتمر، تزايدت الهجرة اليهودية إلى فلسطين بدعم من القوى الاستعمارية، وخاصة بريطانيا التي لعبت دورا حاسما في تمكين الحركة الصهيونية من خلال وعد بلفور عام 1917، الذي دعم إقامة “وطن قومي لليهود” في فلسطين. وفي عام 1922، وضعت عصبة الأمم فلسطين تحت الانتداب البريطاني، مما زاد من تسهيل مشروع إقامة دولة إسرائيلية على حساب حقوق الفلسطينيين .

لم تكن المقاومة الفلسطينية غائبة عن المشهد. فمنذ اللحظات الأولى، قاوم الفلسطينيون هذا المشروع الاستعماري، سواء من خلال التظاهرات الشعبية أو الثورات المسلحة التي حاولت التصدي لسياسة الاستيطان والتهجير. ومرورًا بعام 1948، حين تم إعلان قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وتعرض الشعب الفلسطيني لنكبة كبرى تمثلت في التهجير القسري وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مخيمات اللجوء في دول الجوار.

استمرت القضية الفلسطينية عبر العقود وما تزال حتى اليوم، حيث يُناضل الشعب الفلسطيني من أجل حقه في تقرير مصيره وعودة اللاجئين إلى ديارهم. القضية الفلسطينية لم تمت ولن تموت لأنها تعيش في وجدان العرب والمسلمين، وفي قلوب الأحرار في جميع أنحاء العالم.

ورغم المحاولات العديدة لتصفية القضية عبر الصفقات السياسية والمشاريع الاستعمارية، مثل صفقة القرن ومختلف الاتفاقيات التي لم تحقق العدالة للفلسطينيين، إلا أن المقاومة الشعبية والسياسية الفلسطينية لا تزال تشكل محور النضال من أجل الحرية. من غزة المحاصرة إلى الضفة الغربية المحتلة، ومن مخيمات اللاجئين إلى الساحات الدولية، يتواصل النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي ومن أجل تحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

إن القضية الفلسطينية، رغم جميع الضغوط والمحاولات لطمسها، تظل حية ومستمرة. لن تموت لأن جذورها ضاربة في تاريخ طويل من الكفاح، ولن تنطفئ ما دام هناك شعب يؤمن بحقه ويواصل نضاله من أجل الحرية والكرامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى