روسيا-إيران-الصين: المحور الجديد ضد الغرب
تعتبر العلاقات الروسية-الإيرانية نموذجا متطورا للتحالفات الجديدة التي تسعى بعض الدول من خلالها إلى مواجهة الهيمنة الغربية.
روسيا-إيران-الصين: المحور الجديد ضد الغرب
كشفت التطورات الأخيرة، وفقا لما نشرته صحيفة لوموند، أن كلا من روسيا وإيران يتعاونان بشكل متزايد على الصعيدين العسكري والاقتصادي، وذلك لتعزيز استقلالية قراراتهما بعيدا عن تأثير العقوبات الغربية.
يسعى هذا التحالف إلى إعادة توزيع موازين القوى عالميا، خاصة مع ميل بعض القوى الكبرى، كالصين، للانضمام لهذا التكتل الجديد الذي يعارض الهيمنة الأمريكية.
الخلفيات التاريخية وأسباب التقارب
يعزو الخبراء، حسب لوموند، هذا التقارب إلى عوامل تاريخية وسياسية عديدة، حيث يشعر البلدان برغبة مشتركة في الانتقام مما يعتبرانه تدخلات غربية في شؤونهما الداخلية. على سبيل المثال، تذكر الصين حروب الأفيون وما نتج عنها من تداعيات على سيادتها، في حين تتذكر إيران دعم الغرب للانقلاب عام 1953، بينما تنظر روسيا إلى انهيار الاتحاد السوفيتي كإهانة تاريخية، تسعى الآن لاستعادة قوتها من خلاله
مظاهر التعاون الروسي-الإيراني
يعتمد هذا المحور الناشئ بين روسيا وإيران على عدة جوانب، أبرزها التعاون العسكري، حيث زودت روسيا إيران بأنظمة عسكرية متطورة، كما أفادت تقارير أخرى عن تعاونات نووية مشتركة.
من جهة أخرى، تجسد العقوبات الغربية ضغوطا على كلا البلدين دفعتهم للبحث عن بدائل اقتصادية مبتكرة، تتجسد من خلال تعاون اقتصادي يعتمد على العملات المحلية وتبادل الموارد الحيوية.
أثر هذا المحور على التوازنات الدولية
يحذر المحللون من تأثير هذا التحالف الجديد على الاستقرار العالمي، حيث يعزز من نفوذ هذه الدول في مناطق نفوذ الغرب التقليدية كمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي هذه العلاقات إلى تشكيل معسكرات دولية جديدة قد تسهم في زيادة الاستقطاب العالمي وتقليل فرص التعاون الدولي بشأن التحديات العالمية مثل قضايا الطاقة والأمن الغذائي.
“روسيا-إيران-الصين: تحالف استراتيجي جديد يواجه الغرب”
في سياق التحولات الجيوسياسية المعاصرة، يتعزز التحالف بين روسيا وإيران، ليشكل ما يمكن وصفه بمحور جديد ضد الهيمنة الغربية.
إلا أن دخول الصين في هذه المعادلة يضيف بُعدا استراتيجيا مهما. فالصين، التي تسعى بدورها إلى تعزيز موقعها العالمي، ترى في هذا التحالف وسيلة لدعم مصالحها، خصوصا في مواجهة النفوذ الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
الصين ودورها الاستراتيجي في التحالف
تعتبر الصين أكبر قوة اقتصادية بين الأطراف الثلاثة، ويبدو أنها تستفيد من هذا المحور لتعزيز مبادراتها، مثل “مبادرة الحزام والطريق”، التي تربط الصين مباشرة بمناطق النفوذ الروسية والإيرانية.
كما تعمل الصين على توسيع تعاونها العسكري مع روسيا وتعميق علاقاتها الاقتصادية مع إيران، حيث أصبحت أحد أبرز مشتري النفط الإيراني بالرغم من العقوبات الغربية
إن انضمام الصين يعزز من قدرة هذا المحور على التأثير في القضايا العالمية مثل الطاقة والأمن الغذائي والسياسة الدفاعية، مما يجعله تحدياً صعباً للدول الغربية.
يبدو أن المحور الروسي-الإيراني الصيني، يعبر عن رغبة عميقة لدى الدول الثلاث في تغيير النظام العالمي الحالي. فالتعاون بينهم يتجاوز حدود المصالح المشتركة ليعبر عن رؤية أيديولوجية لمستقبل تتراجع فيه القوى الغربية عن الهيمنة لصالح قوى ناشئة تسعى لتأكيد مكانتها على الساحة الدولية.