تصريحات ماكرون المستفزة ضد المقاومة الفلسطينية تثير الغضب
إدانة تصريحات الرئيس الفرنسي بالبرلمان المغربي
فواصل – –
حسن اليوسفي المغاري
تصريحات ماكرون المستفزة ضد المقاومة الفلسطينية تثير الغضب
إدانة تصريحات الرئيس الفرنسي بالبرلمان المغربي
في خضم التصريحات السياسية التي تثير الاستغراب والاستنكار، أطل الرئيس الفرنسي أمام أعضاء البرلمان المغربي، بوصفه المقاومة الفلسطينية بـ”الهمجية”، معربا عن تضامنه الصريح مع إسرائيل.
تأتي هذه التصريحات لتؤجج غضب المواطن المغربي الذي خرج منذ بداية حرب الإبادة المعلنة ضد الشعب الفلسطيني ، وتدفعنا إلى الوقوف عند حجم التحيز والتجاهل الفاضح لواقع القتل والتدمير في حق الشعب الفلسطيني وتضحياته في سبيل الحرية واستعادة أرضه المغتصبة.
تصريحات الرئيس الفرنسي، التي تعبر عن تضامن مرفوض مع إسرائيل، تتجاوز منطق الحياد والعدالة التي يجب أن تميز المواقف الدولية تجاه القضايا الإنسانية. بدلا من مناصرة الحق ورفع الصوت لمصلحة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من احتلال طويل الأمد، يختار الرئيس الفرنسي تشويه صورة المقاومة، التي تمثل طموحات شعب يرزح تحت نير الاحتلال، ويسعى لتحقيق العدالة التي كفلتها له القوانين والأعراف الدولية.
ازدواجية المعايير
يبدو أن الموقف الفرنسي يسير في اتجاه مُخزٍ من ازدواجية المعايير؛ فالمقاومة الفلسطينية، التي تتبع الحقوق الشرعية للشعوب المحتلة في الدفاع عن أراضيها، تُصنَّف في الخطاب الفرنسي باعتبارها “همجية”، بينما تُمدح إسرائيل وتُدعم رغم الانتهاكات والاعتداءات المتكررة ضد المدنيين الفلسطينيين، وكأن قتل الأطفال وتدمير البيوت وتهجير الأهالي هو جزء من “الدفاع المشروع”.. هذا الوصف الذي يُعتبر خروجا صارخا عن التزام فرنسا بالتزامها المزعوم تجاه حقوق الإنسان، ليجعلها طرفا متواطئا مع الاحتلال بدلا من داعم للسلام.
لماذا يجب على فرنسا إعادة النظر في موقفها؟
تقع على عاتق فرنسا مسؤولية أخلاقية وسياسية كبيرة، كونها إحدى الدول المؤثرة في الساحة الدولية وعضو دائم في مجلس الأمن. إن موقفها الحالي، الذي يتسم بالانحياز الصريح لإسرائيل، لا يسهم إلا في المزيد من تأجيج النزاع بدلا من التضامن مع الظلم، يجب على فرنسا تبني موقف يدعو إلى إنهاء الاحتلال ويدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، لأن العدالة هي الطريق الأمثل لتحقيق استقرار دائم.
ردود فعل الشعب المغربي
تواجه هذه التصريحات الفرنسية المرفوضة موجة غضب عارمة من قِبَل جزء عريض من الشعب المغربي المؤيد للحق الفلسطيني. إن وصف المقاومة بـ”الهمجية” إنما يعد إهانة لكرامة الشعب المغربي، خصوصا وأن هكذا تصريح جاء من داخل قبة البرلمان، المفروض أنه يمثل الشعب! المعروف أن الشعب المغربي لا ولن يقبل هذه الإهانة، الشعب المغربي داعم للقضية الفلسطينية ويدعو إلى إنهاء الظلم والمعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني بصفة عامة، وقطاع غزة بصفة خاصة منذ عقود.
الشعب الفلسطيني لا يبحث عن تأييد لمجرد التضامن، بل يريد تحركا جادا لإدانة الاحتلال ونزع الشرعية عنه وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
إزاء هذا الانحياز الصارخ والتصريحات المستفزة، كان يتوجب على ممثلي الأمة في البرلمان المغربي الوقوف تنديدا بما جاء في كلمة الرئيس الفرنسي المنحازة إلى الإبادة التي يقوم بها جيش الاحتلال، وتجاهله المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني.
إن النضال الفلسطيني ضد الاحتلال هو حقٌ مشروع يجب أن يحترمه العالم بأسره، ودعم العدالة هو السبيل الوحيد نحو إنهاء هذه الأزمة الطويلة.