إعلام

ردود فعل مستنكرة سفر مجموعة من الصحافيين المغاربة إلى تل أبيب

إعلام

أثار سفر مجموعة من الصحافيين المغاربة إلى تل أبيب ردود فعل مستنكرة من قِبل شخصيات إعلامية وسياسية مغربية. واعتبر نقيب الصحافيين المغاربة في تصريح لصحيفة “القدس العربي” أن هذه الزيارة تمثل “وصمة عار” في تاريخ هؤلاء الصحافيين، مؤكدا أنها خطوة مستفزة لمشاعر الشعب المغربي وللقيم التي تجمعه بالقضية الفلسطينية. (تصريحات للقدس العربي بالرباط):

عبد الكبير اخشيشن، رئيس “النقابة الوطنية للصحافة المغربية”

اعتبر عبد الكبير اخشيشن، رئيس “النقابة الوطنية للصحافة المغربية”، أن أي زيارة في هذا التوقيت لأي صحافي(ة) أو إعلامي(ة) “تتجاوز حدود الضمير”، موضحاً أن أي دولة تقتل زهاء 200 صحافية وصحافي خلال عام واحد، هي دولة يُفترض من الناحية الإنسانية والمهنية “ألا أزورها بل أندد بما تقوم به، وأقاطعها”.

وأفاد نقيب الصحافيين المغاربة ضمن تصريح لـ “القدس العربي”، أن دولة اقترفت فظائع غير مسبوقة تاريخياً على اعتبار أنها داست على المعاهدات الدولية التي وضعت حماية للصحافيات والصحافيين أثناء ممارسة عملهم وقامت باستهدافهم وقتلهم، “من المفروض من باب الغيرة المهنية ألا أسافر إليها”.

وتابع المتحدث: “لو أن الزيارة ذات طابع مهني لرحبنا بالأمر واعتبرنا أن هؤلاء الصحافيين سينجزون تحقيقيات وريبورتاجات تحكي الوقائع وتكشف ما يقع ميدانياً، لكن أن يغيب عن هذه الزيارة عناصر المهنية والاستقلالية المالية فهي وصمة عار في تاريخ أي صحافي وأي صحافية”، وفق تعبيره.

محمد العوني، رئيس “منظمة حريات الإعلام والتعبير”

و قال محمد العوني، رئيس “منظمة حريات الإعلام والتعبير”، وهي جمعية مغربية غير حكومية تعنى بالدفاع عن حريات الإعلام والتعبير، إن هؤلاء الصحافيين يمرغون المبادئ والأخلاق والقيم في التراب والدماء.

وأفاد متحدثاً لـ “القدس العربي”، بأن الصحافيين هم أكثر الفئات استبعاداً من السقوط في التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل الذي يخرق كل القوانين الدولية والشرائع ويضرب كل القيم والأخلاق ويمرغها في التراب، لاسيما وأن للصحافيات والصحافيين مهمة تتمثل في البحث عن الحقيقة والعمل على تنوير الرأي العام المحلي والعالمي، و”الحقيقة غدت جلية ومكشوفة في فلسطين أكثر من أي وقت مضى وفي حدود فلسطين مع بلدان الجوار وعلى المستوى الإقليمي ككل”.

واعتبر رئيس “منظمة حريات الإعلام والتعبير”، أنه لا يمكن لأي حر يدافع عن القيم الإنسانية إلا أن يندد بما يقع من عدوان وإبادة جماعية وكوارث يقودها الكيان الصهيوني بكل مكوناته وبقيادة التطرف الحاكم.

واعتبر أن الاستقلالية والمهنية، حتى في الظروف العادية، تفرض “عدم قبول الزيارات والاستضافات الممولة”، وهو شرط من أخلاقيات المهنة، على اعتبار أنها “تسقط الصحافي في التحول إلى ممارسة الدعاية عوض الإعلام”، وأكد أن زيارة مرتبة ومنظمة من طرف أجهزة الكيان هي خارج المهنية.

وتساءل المتحدث عن مدى مهنية أعضاء الوفد، حيث تنتشر ممارسة “انتحال صفة صحافي” بالمغرب، وسبق لبعض منتحلي هذه الصفة أن روّجوا لزيارة سابقة للكيان الصهيوني بصفة كونهم صحافيين، وأكد أنهم لا يمثلون الجسم الإعلامي المغربي الذي عبر في أكثر من مناسبة عن دعمه للقضية الفلسطينية وللزملاء الصحافيين والصحافيات الذين تعرضوا لأكبر مذبحة في تاريخ الصراعات.

“إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع”

و استنكرت هيئة “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع” بشدة، توجه وفد صحافي في زيارة إلى إسرائيل.
وشددت في بيان اطلعت عليه “القدس العربي”، أن هذه الزيارة تأتي في وقت يواصل الكيان الإسرائيلي شن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، واعتبر ت أن “هذه الخطوة تعبير عن تدهور القيم الإنسانية لدى هذه الفئة، وتجردهم من المبادئ النبيلة التي يجب أن تميز مهنة الصحافة”.

وجدد الإعلاميون المغاربة موقفهم الثابت والمبدئي الذي يعبر عن الأغلبية الساحقة من الجسم الإعلامي المغربي والعديد من المنظمات الحقوقية والنقابية والقوى الشعبية المغربية، بـ “إدانة ورفض التطبيع مع هذا الكيان المجرم”، مؤكدين دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية التي تُعتبر قضية وطنية. واعتبروا أن هذه الزيارة محاولة بائسة لـ “إحداث اختراق في موقف الشعب المغربي، وموقف الجسم الصحافي بصفة خاصة من القضية الفلسطينية، وهو موقف ثابت عبر عنه عبر المسيرات والوقفات التضامنية في كافة المدن المغربية”.

وأكد “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع” أن هؤلاء الصحافيين “لا يمكنهم أن يدَّعوا تمثيل الشعب المغربي أو الصحافيين المغاربة، أو أن يكونوا من ورثة نضال الرموز الوطنية التي قاومت الاستعمار، فضلاً عن أن موقفهم هو خذلان لشهداء المغرب الذين ناضلوا في سيناء والجولان”.

موقع “العدالة والتنمية”

في سياق متصل، تبرأ محمد عصام مدير نشر موقع “العدالة والتنمية”، من هؤلاء الصحافيين ودعا الدولة المغربية المعروفة بمواقفها الثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية أن تتدخل لتمنع هذه الخطوة الخطيرة وهذا الاستفزاز والتحدي لشعور المغرب والمغاربة.

وكتب ضمن مقال افتتاحي، إن الإقدام على مثل هذه الخطوة الخطيرة لزيارة كيان غاصب يشن حرب إبادة لم تشهد البشرية لها مثيلًا في تاريخها، تعبر عن “القاع الذي وصل إليه البعض ممن نتشارك معهم سقف هذا الوطن، وممن يبيعون أنفسهم بأرخص الأثمان”، ضداً على قيم الإسلام والعروبة والمصير المشترك، وعلى قيم الإنسانية النبيلة، وهم يضعون بذلك أنفسهم في موضع المساءلة الجنائية باعتبارهم شركاء ومتواطئين في جرائم الحرب مع “النازيين الجدد” قتلة الأطفال والنساء والعجزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى