مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون في أذربيجان: هل من خطوات عملية نحو إنقاذ الكوكب؟
في ظل التحديات المناخية المتزايدة، يعقد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون (COP29) في مدينة باكو، أذربيجان، من 11 إلى 22 نوفمبر 2024، بحضور رؤساء دول وخبراء مناخ وممثلين عن المجتمع المدني. ويشكل المؤتمر منصة حيوية لتعزيز التعاون الدولي واتخاذ قرارات هامة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ومعالجة آثارها المدمرة.
إعداد: حسن اليوسفي المغاري
التمويل المناخي: دعم الدول النامية
تم تسليط الضوء على “الهدف الكمّي الجماعي الجديد” (NCQG) كأحد المحاور الرئيسية. حيث دعا وزير البيئة الأذربيجاني مختار باباييف إلى زيادة التمويل المخصص للدول النامية، مؤكدا أن العدالة المناخية تتطلب التزام الدول الكبرى بمبدأ “الملوّث يدفع”.
وأشار باباييف إلى أهمية تعزيز التعاون بين الدول المتقدمة والنامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على الحد الأقصى لارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية
التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري
ركزت النقاشات على تنفيذ اتفاقيات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، بما في ذلك خطط التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. وأكدت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمونا أندريا بولين (إيطاليا)، على ضرورة تضمين سياسات واضحة ضمن المساهمات المحددة وطنيًا للدول بحلول 2030 و2035 لضمان تحول مستدام نحو الطاقة المتجددة.
أصوات من الصفوف الأمامية للأزمة المناخية
في كلمة ألقاها رئيس الوزراء المالديفي محمد سوليح، دعا إلى دعم الدول الجزرية الصغيرة التي تواجه تهديدات وجودية بسبب ارتفاع منسوب البحار. وأوضح أن هذه الدول تحتاج إلى دعم مالي وتقني عاجل للحفاظ على سبل العيش وحماية سكانها.
التعاون الدولي: بناء جسور جديدة
ركز المؤتمر على تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن الحفاظ على كوكب صالح للعيش يتطلب “أقصى درجات الطموح والعمل الجماعي”، داعيًا إلى تسريع الانتقال العادل بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
المغرب والمشاركة في مؤتمر الأطراف كوب 29 بأذربيجان
لقد شارك المغرب في مؤتمر الأطراف كوب 29 بأذربيجان بوفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ورافقه كل من ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وسفير المغرب في أذربيجان محمد عادل امبارش. واستعرض الوفد الإنجازات المغربية في مجالات الطاقات المتجددة والتحول البيئي ضمن رواق المملكة بالمنطقة الزرقاء في الملعب الأولمبي بباكو.
ركزت مشاركة المغرب على عدة محاور، أهمها الدعوة لتسريع التحول البيئي من خلال الالتزامات الدولية الملموسة، وتوفير حلول تمويل مستدامة لصناديق التكيف وآليات التأمين المناخي، بهدف دعم الدول الأكثر هشاشة في مواجهة تغير المناخ. كما أكد المغرب على ضرورة التنسيق العالمي للحد من الانبعاثات الضارة وتحقيق العدالة المناخية.
من بين الإنجازات في هذا المجال، وقع المغرب اتفاقية تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة للفترة 2024-2026، تركز على تعزيز التعاون في مجالات الإحصاءات الطاقية، تقنين أسواق الكهرباء والغاز، دعم الطاقات المتجددة، وتطوير الهيدروجين الأخضر. كما تضمنت الاتفاقية تعزيز الحوار حول الأمن الطاقي وإدماج أسواق الكربون
وتجسد هذه الجهود التزام المغرب بالتحول إلى اقتصاد أخضر وتقوية دوره كرائد إقليمي في مجال الطاقات النظيفة، ضمن استراتيجياته لتحقيق التنمية المستدامة.
أبرز نقاشات وتحديات المؤتمر
شددت وزيرة البيئة الألمانية ستيفي ليمكي على ضرورة تخصيص تمويل عاجل للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية الأخيرة مثل المغرب وليبيا.
وأكد المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ، جون كيري، على التزام الولايات المتحدة بدعم الطاقة المتجددة في الدول النامية، مشددًا على أهمية إشراك القطاع الخاص في تحقيق أهداف المناخ
بعض التوصيات
- الالتزام بزيادة التمويل المناخي لدعم خطط الدول النامية.
- تنفيذ خطط التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بحلول 2030.
- تعزيز العدالة المناخية للدول الأكثر عرضة لتغير المناخ.
- ضمان التعاون الدولي لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
يعد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون علامة فارقة في مسيرة العمل المناخي العالمي، حيث يواجه العالم لحظة حاسمة تتطلب جهودًا جماعية وتعاونًا دوليًا لإنقاذ الكوكب. بات من الضروري أن تترجم قرارات هذا المؤتمر إلى أفعال ملموسة للحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة.
مصادر: