سوريا.. ماذا بعد الطغيان؟!
تبدو سوريا اليوم وكأنها مسرح ملحمي تتصارع فيه إرادات التاريخ والجغرافيا، بشار الأسد، الذي كان رمزا لطغيان ظنّ أنه لا يُقهر، صار الآن في خبر كان بعد أن تخلى عنه داعموه! الوضع السوري الآن، الكل ينتظر ماذا بعد الطغيان..
إنّ السقوط الأخير لمدن حلب وحماة بيد المعارضة المسلحة، وما يُشاع عن مغادرة الأسد إلى موسكو، ليسا سوى مشاهد متأخرة من مأساة كتبت فصولها بالدم والدمار. فالأسد، الذي لطالما استند إلى خطاب المقاومة والحفاظ على السيادة، ظهر اليوم عاريا أمام التاريخ، وقد انكشف عجزه وظهر نظامه خاوي العروش بعد أن سلّمه داعموه السابقون، روسيا وإيران وحزب الله، سلّموه في وضع جيوستراتيجي جديد بعد المعطيات الجديدة التي أتى بها “طوفان الأقصى“.
في هذا السياق، تبرز الأسئلة الكبرى: هل كانت سوريا مختزلة في شخص الأسد، أم أن ما نشهده الآن هو انبثاق لوعي جمعي جديد يتجاوز الطغاة والطغيان؟ وإذا كان الطغاة مصيرهم الزوال، فإن مصير الشعوب هو الخلود..
لكن أي شعب سيولد من تحت ركام هذه المأساة؟ هل الوضع السوري الجديد سيكون خاليا من التدخلات الأجنبية والقوى الأخرى المتحكمة؟! هل سنشهد وضعا سوريا مشابها لما هو عليه الحال في العراق وليبيا؟! أم أن الوضع أصبح مواتيا لتدخل أمريكانوإسرائيلي جديد؟!
إنّ سوريا اليوم لا تعيش فقط نهاية حكم، بل مواجهة مع الزمن ذاته، مع ذلك القانون الكوني الذي يقول: “لا شيء يدوم إلا التغيير.” فهل التغيير المنشود تغيير حقيقي أم مزيّف أم فرصة لتغييرات أخرى قادمة تشتغل عليها جهات ولوبيات سياسية عسكرية اقتصادية استعمارية؟!!!؟
فرحة الانتصار وفرحة التغيير وفرحة العودة إلى الأرض بعد الهروب من الاضطهاد والقتل، وفرحة الخروج من معتقلات الطغاة … لا يسعنا إلا الفرح مع الشعب السوري، مع متمنياتنا لهم بالعيش الكريم والألفة والتآخي بعيدا عن النعرات السياسية.
المهم، يجب ألا ننسى فلسطين وإبادة أهلنا في غزة!