شيء من التاريخ.. “سايس بيكو” بين الأمس واليوم
فواصل – –
حسن اليوسفي المغاري
شيء من التاريخ.. “سايس بيكو” بين الأمس واليوم
16 ماي 1916 – 16 ماي 2020..
قرن من الزمن على اتفاقية “سايس بيكو”، الاتفاق السري بين فرنسا والمملكة المتحدة، كما أعلمنا بذلك التاريخ الحديث.. الاتفاق الذي قسّم المنطقة العربية للشرق الأوسط.
“سايس بيكو”، الاتفاقية التي جزّأت المشرق العربي وقسّمته إلى مناطق احتلال غربي، شملت المنطقة الزرقاء التي ضمت السواحل اللبنانية السورية، والتي مُنحت لفرنسا.. و المنطقة الحمراء التي ضمت السواحل العراقية من بغداد إلى البصرة، ومُنحت لبريطانيا العظمى.. والمنطقة السمراء وهي فلسطين، ثم منطقتين داخليتين من سوريا والعراق.. ليمتد بعد ذلك الاحتلال مع “وعد بلفور” للسيطرة على فلسطين.
.. تم خلق دول وكيانات سياسية تابعة للمستعمر الغربي، وجلس على العرش وكرسي الرئاسة من هم بالولاء مدينون، وجُزئت الدولة العثمانية في نفس الوقت الذي كانت فيه نيران الحرب العالمية الأولى مستعرّة بين الحلفاء من جهة والدولة العثمانية وألمانيا وحلفائهما من جهة ثانية.
.. جاء بعد ذلك مؤتمر “سان ريمو” لكي يُنتج معاهدة “سيفر” لسنة 1920، بحيث وضعت عصبة الأمم، حينئذ، (وضعت) كلا من فلسطين والعراق تحت الانتداب البريطاني، بينما خضعت سوريا (الشام) للانتداب الفرنسي.
اليوم، وبعد مرور أربع سنوات بعد ال100؛ كيف هو الشرق الأوسط الآن؟ ألا يمكن لنا الحديث عن شرق أوسط جديد حيث يتم تقسيم المُقسّم وتجزيئ المُجزّأ؟ ألسنا أمام “سايس بيكو” ثانية ساهمت فيها تناقضات الأنظمة الاستبدادية والطائفية العِرقية والدينية المتفشية في المنطقة العربية؟
اليوم، تحل إذن ذكرى جديدة تجاوزت المائة عام على تقسيم المشرق العربي، واليوم يتأكد جليا أن تواطؤ الحكام الفاسدين المفسدين على شعوبهم، كان عاملا من عوامل التقسيم.. واليوم نتأكد أكثر أن “الإرهاب” هو صنيعتنا نحن والغرب معا.. نحن العرب الحكام، والغرب الذي أسهم فيه بدوره الريادي في تزكية وتثبيت وحماية أنظمة استبدادية على شعوبها فاسدة.. كما يظهر جليا مساهمتها في خلق توترات في المنطقة وظهور تنظيمات إرهابية لترويع الشعوب، واستخدامها لاستراتيجية جديدة من أجل إعادة التقسيم.. تقسيم الأدوار وتقسيم المصالح.
بالأمس 72 سنة على تهجير الشعب الفلسطيني أو ما اصطلح عليه بـ “النكبة”، واليوم 100 عام و 4 سنوات على تقسيم الشرق العربي.. وجهود حثيثة تبذل لصراع خليجي خليجي، ومغرب عربي أرادوه كبيرا فصار قزما..
واقع عربي إسلامي متأزم، وشعوبٌ توّاقة لغدأفضل، اجتماعيا، حقوقيا، اقتصاديا وسياسيا..