حصلة 2M.. القناة تسيء لتاريخ الحي المحمدي ومجموعة لمشاهب
أثارت القناة الثانية موجة غضب واسعة بين أبناء الحي المحمدي بعد بث برنامج قصص إنسانية (HH) ليلة الأحد 18 أكتوبر لحلقة بعنوان “الحصلة” والتي استعارتها من أغنية لمشاهب وحاولت إسقاطها على واقع أبناء الحي، إذ اختارت عينة منحرفة وحاولت عبر هذا الشريط الذي امتد لساعة من الزمن رسم صورة سيئة متناقضة مع الواقع.
واعتبر العديد من النشطاء الذين أنجبهم الحي المحمدي، أن هذا العمل الذي لم يرقى للأعمال الوثائقية المهنية، أساء لتاريخ هذا الحي الشهير كما أساء لمجموعة لمشاهب الرائدة، بعد تحريف مغزى كلمات أغنية “الحصلة” وإلباسها معنى ضيقا عكس مدلولها العميق.
في هذا السياق قال سعيد بلفقير الإعلامي السابق بالقناة الثانية” الصور والمشاهد واللقطات وحركة الكاميرا طبعها التشويش والعتمة وانفلات الموضوع، وهذا أمر قد تكون له مبررات فنية لو تعلق الأمر بمجازر سراييفو، وغزة وميانمار، لكن أن يُلَبّس الفيلم من البداية حتى النهاية هذا اللبوس البائس فتلك بحق نظرة عابثة لمكان هو أكبر من المعنى”.
فيما قال جلال العوفي فاعل جمعوي بالحي “يؤسفنا أن نشاهد في قناة عمومية ممولة من أموال دافعي الضرائب والتي يجب أن تتوفر فيها شروط الخدمة العمومية أن تصور أحد أعرق الأحياء ببلادنا والذي يشكل رمزا للنضال ومشتلا للعديد من المثقفين والفنانين الذي لاقوا ليس فقط اعترافا وطنيا بل على المستوى الدولي”.
وتابع متسائلا “كيف لمخرجة مبتدئة أن تصوغ فيلما ملغوما يصور هذا الحي العريق كمرتع لكل أنواع الانحراف؟ وكيف لها أن تغفل الجوانب المشرقة الكثيرة في هذا الحي إلا إذا ما كانت هناك نية مبيتة لشيطنة أبناء هذا الشعب المغلوبين على أمرهم والذين يحتاجون إلى التفاتة حقيقية بدل تكريس هذه الصورة النمطية المشوهة والمتحكم فيها عن بعد”.
في الاتجاه ذاته قال الناشط المدني مروان الراشدي في تدوينة على حسابه”من الحي المحمدي انطلقت شرارة المقاومة، أسس الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي أول تنظيم نقابي بالمغرب، وأنجب أطرا وكوادر في مختلف التخصصات العلمية والأدبية والثقافية، وتشكلت أهم وأقوى الفرق الغنائية ، و برز كبار المخرجين والممثلين والمبدعين، ومنه ابتدأت أهم وأقوى الجمعيات الثقافية والتربوية بالمغرب”.
وأضاف ” الحي عرف نفي واعتقال خيرت الشباب سواء في فترة المقاومة أو في سنوات الرصاص..الحي المحمدي أكبر من شريط تافه سعت من خلاله القناة الثانية السيئة الذكر لطمس جزء مهم من تاريخ المغرب”.