حينما تُحوّل اللامصداقية الإعلامية بروتوكولا إلى فضيحة دبلوماسية
القائد السوري الجديد "أحمد الشرع" و وزيري الخارجية الفرنسي والألماني
بالعربي من باريس |
حينما تُحوّل اللامصداقية الإعلامية بروتوكولا إلى فضيحة دبلوماسية
شهدت دمشق مشهدا لافتا تحت أنظار الكاميرات والصحفيين، حيث استقبل القائد السوري الجديد، “أحمد الشرع”، وزيري الخارجية الفرنسي والألماني، “جان-نويل بارو” و”أنيالينا بيربوك”. بينما تمت المصافحة مع الوزير الفرنسي، تم تجنب المصافحة مع الوزيرة الألمانية، وهو ما أثار ضجة إعلامية واسعة في الصحافة الأوروبية، التي قدمت تفسيرات متعددة وغالبا منحازة.
فقد تناقلت وسائل الإعلام الغربية، الفرنسية منها والألمانية، وخاصة صحيفة لو فيغارو، تناولت الخبر بسرعة، مبرزة “رفضا” واضحا للمصافحة.
لكن تحليل الموقف بشكل أعمق يكشف أن اتفاقا مسبقا تم بين البروتوكول السوري ونظيره الألماني لتجنب أي تواصل جسدي. هذه التفاصيل المهمة، مع ذلك، غابت بشكل كبير عن التقارير الإعلامية.
الأكيد أن مثل هذا النوع من التغطية الإعلامية، يثير تساؤلات جوهرية حول أخلاقيات الصحافة ومسؤوليتها في نقل الحقيقة. لتبقى التساؤلات المطروحة، لماذا تم إغفال مثل هذه التفاصيل الحاسمة؟ وهل كانت هناك محاولة متعمدة لتعزيز صورة نمطية عن النظام السوري الجديد باعتباره منغلقا أو محافظا؟
في الحقيقة، تظهر مقاطع الفيديو أن الوزيرة الألمانية “أنيالينا بيربوك”، التي أُبلغت مسبقا بالتوجيهات، لم تمد يدها احتراما لتعليمات البروتوكول. وهكذا، تسقط الرواية التي تتحدث عن “إهانة علنية” فور إضافة هذه الحقيقة للسياق.
تجسد هذه الحالة نزعة متزايدة نحو تبسيط السرديات عندما يتعلق الأمر بالسياقات الجيوسياسية الحساسة. حيث يتم تضخيم الإشارات الرمزية، كالمصافحة أو غيابها، لتصبح أدوات للتواصل السياسي تُستخدم للتأثير على الرأي العام.
ما حدث مع أحمد الشرع والوزيرة الألمانية يؤكد الحاجة إلى مقاربة صحفية أكثر دقة واتزانا. يجب أن تسبق التحقق الدقيق من الحقائق والنقل الأمين للسياق البحث عن الإثارة الإعلامية. وفي عالم تزداد فيه الاستقطابات، يلعب الإعلام دورا حاسما في تعزيز الفهم العميق والمتوازن للأحداث.
مشهد يبرز هشاشة المعلومات في البيئات المعقّدة ويدعو إلى نقاش ضروري حول دور الصحافة في تشكيل تصورات الرأي العام.
سؤال بريئ: لماذا لا يتحدث الإعلام عن لباس الوزيرة غير اللائق وهي في مهمة ديبلوماسية، وكأنها ذاهبة لحفل موسيقي Surprise party ؟
ثم، لماذا يتم وصف عدم مصافحة “اليهود المتدينين” بأن الأمر عادي لأنه يتعلق بأن الديانة اليهودية تمنع المصافحة بين الرجال والنساء؟
بالعربي من باريس |