هل تتجاوز قمة العرب الطارئة الحفاظ على العُروش ومنح العرب كرامتهم المهدورة!؟

فواصل –
الثلاثاء 04 مارس 2025، يجتمع القادة العرب في قمة طارئة مؤجلة بمصر، بعد تأجيل يثير تساؤلات حول مدى الجدية في التعامل مع الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
تأتي القمة في لحظة تاريخية مفصلية، حيث تتكشف ملامح مخطط أمريكي-إسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية عبر حرب التجويع والحصار والتطهير العرقي، وهي جرائم ترتكب بغطاء دولي مفضوح، في ظل صمت عالمي وانقسام عربي.
لكن، هل تبقى القمة مجرد تكرار للإدانات المعتادة؟ أم أنها ستتحول إلى نقطة تحول في الموقف العربي؟ هل سيستمر الحكام العرب في الاكتفاء بالبيانات، أم أنهم يدركون أن لديهم أوراق قوة يمكن أن تضع حدّا للعربدة الأمريكية-الإسرائيلية؟
قرارات عملية لا بد منها..
1● وقف التطبيع وسحب السفراء
على الدول العربية التي هرولت إلى التطبيع أن تعيد النظر في مواقفها فورا، فالمجزرة الجارية كشفت زيف ادعاءات “السلام”. يجب إعلان تجميد العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل، وسحب السفراء، وطرد السفراء الإسرائيليين من العواصم العربية.
2● إجراءات اقتصادية ضد واشنطن وتل أبيب
~ فرض حظر على الصادرات النفطية إلى إسرائيل، ورفع مستوى التنسيق مع الدول الإسلامية الكبرى لخلق تحالف اقتصادي ضاغط.
~ تجميد الاستثمارات العربية في الولايات المتحدة، والبحث عن بدائل اقتصادية تضعف هيمنة الدولار في المنطقة.
~ وقف أي تعاون عسكري أو استخباراتي مع واشنطن، باعتبارها شريكا مباشرا في جرائم الحرب ضد الفلسطينيين.
3● إنشاء صندوق دعم عاجل لغزة
~ تخصيص موارد مالية مباشرة وعاجلة لدعم صمود الشعب الفلسطيني، وضمان وصول المساعدات دون المرور بالآليات التي تتحكم فيها إسرائيل، والإعلان المباشر على تعمير المناطق المتضررة.
~ العدول عن فكرة تحييد حركة حماس ونزع سلاح المقاومة.
~ استخدام الطيران العربي والإسلامي لإيصال المساعدات، حتى ولو تطلب ذلك كسر الحصار المفروض على القطاع.
4● تحرك قانوني لمحاكمة إسرائيل
~ تقديم ملف متكامل لمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية حول جرائم الحرب الإسرائيلية، مع تشكيل فريق قانوني عربي ودولي يتولى ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين في المحاكم الدولية.
~ دعم الجهود لمحاكمة المسؤولين الأمريكيين المتورطين في التغطية على هذه الجرائم.
5● استخدام القوة الناعمة والمقاطعة الشاملة
~ فرض مقاطعة تجارية كاملة للمنتجات الإسرائيلية والأمريكية، وتعزيز حملات المقاطعة ضد الشركات الداعمة لها.
~ تعبئة الشارع العربي لدعم القضية الفلسطينية، عبر تظاهرات وتحركات ضاغطة، وإعادة الاعتبار للرأي العام كأداة ضغط على الحكومات.
القمة.. اختبار مصيري
القضية الفلسطينية لم تعد مجرد اختبار للمواقف، بل أصبحت معيارا لمدى استقلالية القرار العربي. القادة العرب أمام مفترق طرق: إما أن يختاروا موقفا تاريخيا يُعيد للأمة كرامتها، أو يواصلوا سياسة المماطلة التي لم تجلب إلا مزيدا من الانهيار ومن الذل والهوان.
الأكيد أن القرارات التي ستصدر غدا ستكون إما بداية استعادة زمام المبادرة، أو شهادة وفاة لما تبقّى من العمل العربي المشترك.
فهل تكون هذه القمة مختلفة؟ أم أننا سنشهد نسخة جديدة من “الرفض القلق” و”الإدانة الخجولة”؛ دون أي إجراءات موحّدة شجاعة تعيد للعرب وللمسلمين كرامتهم المهدورة؟