ثقافةفواصل

احتفاء باليوم العالمي للغة العربية.. لغة الضاد وجمال البيان

 

فواصل

بالعربي من باريس |

احتفاء باليوم العالمي للغة العربية.. لغة الضاد وجمال البيان

 

في الثامن عشر من ديسمبر، يتجدد الاحتفاء بلغة الضاد، اللغة التي وُلدت من رحم الصحراء وارتفعت كالبنيان المتين. لغة كانت وما زالت بحرا زاخرا لا تحصى دُرره، وصفها شاعرها قائلا: “أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ، فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي”. هكذا تتراءى اللغة العربية، في اتساعها وجمالها، كبحر عميق لا ينجو من سحره إلا كل عاشق للبيان وكل مغامر يجيد فنّ الغوص في أعماقها.

هي لغة القرآن الكريم، التي فتحت أبواب الخلود ببيانها، حيث يخشع القلب وينساب في رحاب نورها. لم تكن مجرد كلمات تتراص في سطور؛ بل هي ألحان ترددها الأجيال، ومعان تسكن العقل والوجدان. لغة اختصرت آلام الإنسان وأحلامه، ونقلت إلينا إرث الشعراء والفلاسفة الذين صاغوا بها أروع القصائد وأبلغ الحكم على مدى العصور.

اليوم، تقف اللغة العربية شامخة رغم تحديات العصر، فهي لسان الفكر ومرآة الهوية، عصيّة على الانطفاء. تكفينا كنوز تراثها التي صاغها أجدادنا، وكفانا جمال نحوها وصرفها، فلا زالت العقول النيرة تستنطقها، والقلوب تهيم بها عشقا. هي لغة تُعلّم التواضع للمتكبر والبلاغة لمن أراد القول الفصل.

فلنكن جديرين بالانتماء إلى لغة كانت يوماَ لغة العلوم والمعارف والفكر. فلنصُنْها ونُحييها في أقلامنا وأفواهنا، ولنجعلها أمانةً نُورثها لأبنائنا، كما ورّثها أسلافنا لنا.

إنها ليست مجرّد وسيلة للتعبير، بل هي جسرنا إلى التاريخ، وهويتنا التي لا تُمحى.

بالعربي من باريس |

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى