النويني يعرض أهم ملامح المشهد الحقوقي الإقليمي والوطني خلال اليوم العالمي لحقوق الإنسان
بقلم ذ محمد النويني: محام بهيئة الدار البيضاء
في كلمة للأستاذ محمد النويني باسم الفضاء المغربي لحقوق الانسان بمناسبة تنظيم فعالية احتجاجية بمدينة الدار البيضاء احياء لليوم العالمي لحقوق الانسان، وجه في البداية تحية اعتزاز واكبار لكل من بقي وفيا لمبادئه وقيمه وأخلاقه، في زمن تبلدت فيه الأحاسيس والمشاعر الانسانية، في زمن مات فيه الضمير الانساني، واختل فيه ميزان العدالة، وانتهكت فيه الحرمات، وأطلق العنان للتعسف على الحقوق والحريات حسب وصفه.
منوها في معرض كلمته بكون الفضاء المغربي لحقوق الانسان يحتفي إلى جانب باقي مكونات الأسرة الحقوقية والفعاليات المجتمعية بالذكرى ال 76 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في سياق دولي موسوم بالتوتر والانتهاكات الجسيمة للحقوق والحريات والاضطهاد العنصري الصهيوني لأهل غزة ولبنان، وعلى وقع إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال في حق بنيامين نتن ياهو ووزير دفاعه المقال يواف غالانت، على خلفية ارتكابهما جرائم العدوان وإبادة إنسانية بغزة.
وفي نفس السياق أشاد الباحث في القانون الدولي الانساني بقرار الجنائية الدولية، واعتبره قرارا مهما وتاريخيا، على الرغم من كونه جاء متأخرا بعد مرور ما يزيد عن 400 يوم من التقتيل والتجويع والحصار والترحيل القسري، على مرأى ومسمع من المنتظم الدولي، وبدعم من قبل الحكومات العربية والغربية بزعامة الإدارة الأمريكية التي استعملت سلاح الفيتو أربع مرات خلال العدوان الأخير، لإفشال أي قرار أممي يقضي بإدانة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار.
وارتباطا بنفس الموضوع جدد رئيس الفضاء تضامنه مع الشعب الفلسطيني واصطفافه إلى جانب قضيته العادلة ومطالبته المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في إنفاذ قرارات محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية التي تدين الكيان الصهيوني ورموزه، ودعا السلطات المغربية بوقف كل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال ورموزه احتراما لموقف الشعب المغربي المناصر للقضية الفلسطينية والمناهض لاستمرار ربط العلاقات مع كيان مطلوب للعدالة الدولية من قبل أعلى المحاكم الأممية، وشاجبا لكل التدخلات القمعية الممارسة من قبل الأجهزة الأمنية في حق نشطاء متضامنين مع الشعب الفلسطيني.
النويني لم يفته أيضا اغتنام الفرصة لتهنئة الشعب السوري على نجاح معركته من أجل التحرر من ربقة الفساد والاستبداد والاستعباد، مسجلا صمت المنتظم الدولي حيال المذابح والمجازر التي ارتكبت في حق هذا الشعب طيلة 13 سنة لتفرز لنا أكثر من 13 مليون سوريا هجر قسرا خارج الوطن وداخله حسب تقرير أممي، وما يناهز 618 ألف شخص قتلوا واستشهدوا منذ اندلاع الثورة السورية سنة 2011 حسب أخر إحصاءات المرصد السوري لحقوق الانسان
وعلاقة بالشأن الوطني وقف المتحدث على استمرار الوضع المتردي والهش للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمغاربة، ورصد استمرار السلطات في انتهاج سياسات تشريعية أحادية الاقتراح بعيدة كل البعد عن مبادئ التشاركية والتعددية والحكامة الجيدة المنصوص عليها في تصدير الدستور المغربي، ناهيك عن استمرار السلطات المغربية في التضييق على الحقوق والحريات وعلى رأسها حرية الرأي والتعبير
مطالبا في ختام كلمته بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي ومناهضي التطبيع وعلى رأسهم معتقلي الريف والنقيب زيان ومناهض التطبيع المهندس اسماعيل الغزاوي الذي حكم عليه في ذات اليوم من قبل ابتدائية البيضاء بسنة نافذة داعيا السلطات المغربية بإزالة كل الأختام عن بيوت نشطاء العدل والاحسان التي تم تشميعها بمقتضى قرارات إدارية تعسفية بعيدا عن المشروعية القانونية والقضائية.