ثقافة وإعلامفواصل

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. حرية الصحافة هي العمود الفقري لأي ديمقراطية حقة

في اليوم العالمي لحرية الصحافة..

حرية الصحافة هي العمود الفقري لأي ديمقراطية حقة

 

حسن اليوسفي المغاري

 

في أرض الكلمة الحرة تنبت بذور الديمقراطية، وفي عالم الصحافة الحرة تتجسد أروع قيم الحقوق والحريات.. حرية الصحافة، تلك القوة الخلاّقة التي تحمل راية الحقيقة والعدالة، وتُسطّر رسالة الحرية والمسؤولية.

في عالم متغيّر، تحتاج الديمقراطية إلى أعين مُتّقدة تحلق في سماء الحقيقة، وأقلام تكتب بحبر الشجاعة والعزيمة. تحتاج الديمقراطية إلى وسائل إعلام مستقلة تخوض معركة الحقيقة، وتكشف الأوجه المظلمة وتسلط الضوء على الظلم والاستبداد.

.. حرية الصحافة، إنها العمود الفقري لأي ديمقراطية حقة. فهي تمنح الأفراد حق الوصول إلى المعلومات بشكل شفاف وموضوعي دون عراقيل قانونية ولا إدارية، وتمكنهم من تحليل الأحداث واتخاذ قراراتهم بحرية ومعرفة. ومن خلال الصحافة الحرة البعيدة عن أي رقابة، يستطيع المواطن أن يعبر عن آرائه وأفكاره، وأن يسمع أصوات الآخرين ويفهم وجهات نظرهم. وبذلك تترسخ قيم التسامح والتعددية في المجتمع، وتزدهر الحوارات الهادفة.

في عالم يعاني من الفساد والانتهاكات، تلعب الصحافة الحرة المستقلة دورا أساسيا في مكافحة الظلم والفساد. فمن المفروض أنها تكشف المستور وتفضح المفسدين، وتحملهم على محك العدالة.. وتعمل كرقيب على السلطة، وتضع السلطات تحت المجهر، وتجعلها مسؤولة تجاه المجتمع. وبفضلها، يتم تعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة، وتتحقق العدالة والمصالحة.

الصحافة الحرة المستقلة ليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار وكشف الفساد، بل هي أيضا صوت للصامتين، ونافذة للمظلومين. إنها تعرض قضايا حقوق الإنسان وتسلط الضوء على آلام الضعفاء، تقف بجانب المظلوم وتناصره، وتعلو صوته وتحقق له العدالة. وبفضلها، يتم حماية حقوق الإنسان وتحقيق المساواة بين الجميع.

في خضم التحديات والمتغيرات، لا يمكن للديمقراطية أن تنمو وتزدهر بدون حرية الصحافة. إنها الروح التي تمنح الأمل والتغيير، وتعطي الفرصة للجميع للتعبير والمشاركة. إنها أداة قوية تسهم في بناء مجتمعات حرة وعادلة، وتعزز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

لندعم إذن حرية الصحافة، ولنحميها من أي محاولات للقمع والتضييق. لنكن صوتا يرتفع لدعم الصحافة الحرة المستقلة، والصحفيين والصحفيات الذين يواجهون المخاطر من أجل نقل الحقيقة. فهم يمثلون أملنا في إقامة مجتمع يستند إلى الحقيقة والعدالة، ومستقبل يتسم بالحرية والتقدم.

لنحتفل بقوة الصحافة الحرة، ولنعمل معا على تعزيزها والدفاع عنها، فهي تمثل أحد أعظم ركائز الديمقراطية وأملنا في عالم أفضل.

في يوم مُشرق، أتوقف لأُجلي، صحافي على مرّ ثلاثين سنة.. رغمَ أنَنا نعيش في عصر يغمرنا بتكنولوجياته الحديثة، وشبكات تواصله الاجتماعي، إلا أن مكانة الصحافة لا تزال قائمة ومهمتها لا تزال حاسمة في حماية حقوقِ الإنسان والحفاظ على الديمقراطية.

في الثالث من مايو، نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة، نستذكر فيه قوة الكلمة وقدرتها على إشعال الأمل وتغيير العالم. فالصحافة هي أعيننا التي ترصد الحقائق، هي أصواتنا التي تعبِّر عن أفكارِنا وآمالنا، هي نافذتنا إلى الحقيقة والعدالة.

إن حرية الصحافة ليست مجرد حق قانوني، بل هي ركيزة أساسية في بناء المجتمعات الديمقراطية.

إننا ندرك تحديات حرية الصحافة في عصرنا الحديث. فالصحافيون يواجهون عراقيل وتهديدات تقيد حريتهم وتعرض حياتهم للخطر. بل ومنهم من قضى وهو يؤدي رسالته النبيلة الصحافيون في مواقع الأحداث، وأبرزهم الصحافيون في فلسطين جراء اقتناصهم من طرف المحتل الإسرائيلي، كما تتعرض المؤسسات الإعلامية للتضييق والرقابة والتهديدات المالية.

لذلك، في هذا اليوم المميز، يجب أن نجدد التزامنا بدعم حرية الصحافة وحقّ الصحافيين في نقل الحقيقة ومساءلة المسؤولين.. ندعو إلى حماية الصحافيين وتوفير بيئة آمنة لممارسة عملهم. ندعم العمل الذي يساهم في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد. وندعو المجتمع الدولي والحكومات إلى وضع التشريعات والسياسات التي تدعم حرية الصحافة وتعزز دور الإعلام الحر.

في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، لنتذكر أن الكلمة قادرة على تحقيق التغيير وإحداث الفرق. لنتحد كمجتمع عالمي ونعمل معا لتعزيز حرية الصحافة وتحقيق العدالة والديمقراطية في كل ركن من أرجاء العالم.

في ظل الظروف الراهنة، يجب أن نتذكر أن حرية الصحافة ليست رفاهية، بل هي حاجة أساسية لبقاء المجتمعات حرة وعادلة.

في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، لنجدّد التزامنا بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية. ولندعّم الصحافيين المهنيين الجادين، ولنقف يدا واحدة أمام الظلم، أمام الفساد وفي وجه المفسدين. لنسعى جميعا لبناء مجتمع يقوم على أساس حرية الرأي والتعبير وحق الجميع في الوصول إلى المعلومات.

الصحافة هي ركيزة أساسية لنموذج مجتمع مدني يسوده العدل والحرية والمساواة، وهي سلاح فعال لمحاربة الظلم والفساد ونشر الوعي والتغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى