دولي

فرنسا.. تشكيل الحكومة اليمينية كان نتيجة مفاوضات تحكّم فيها الرئيس ماكرون

في أعقاب الانتخابات البرلمانية الفرنسية الأخيرة، والتي شهدت تحقيق جبهة اليسار “الجبهة الشعبية الجديدة” (NFP) أعلى عدد من المقاعد، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق أغلبية مطلقة في البرلمان. هذا الأمر ألقى بظلاله على المشهد السياسي، حيث توقع الكثيرون أن يتم تشكيل حكومة منبثقة عن هذا التحالف اليساري. ومع ذلك، اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تكليف رئيس الوزراء ميشيل بارنييه، وهو شخصية بارزة من اليمين الجمهوري، بتشكيل حكومة جديدة مائلة إلى اليمين، الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً واحتجاجات واسعة.

تشكيل الحكومة اليمينية كان نتيجة مفاوضات صعبة استمرت لأكثر من أسبوعين. ومن أبرز وجوه الحكومة الجديدة وزير الداخلية المحافظ برونو ريتايو ووزير المالية أنطوان أرمان، اللذان تم تعيينهما من أحزاب يمينية. هذا التحالف بين الوسط واليمين الجمهوري جاء في سياق رفض ماكرون تعيين شخصية يسارية على رأس الحكومة، رغم أن اليسار حقق نتائج قوية في الانتخابات. هذا القرار أثار استياء أحزاب اليسار بقيادة جان لوك ميلانشون، الذي وصف الحكومة بأنها تفتقر إلى الشرعية.

من الناحية السياسية، تسعى حكومة بارنييه لتعزيز سياسات الهجرة الصارمة وتخفيف الضغوط الضريبية على الطبقة الوسطى والعاملة. وفي الوقت نفسه، يعاني المشهد البرلماني من انقسامات حادة، حيث تواجه الحكومة الجديدة احتمال تمرير اقتراحات بحجب الثقة من قبل تحالفات اليسار واليمين المتطرف، ما يضعها في موقف هش.

ويعاني البرلمان الفرنسي الحالي من انقسامات حادة بعد الانتخابات الأخيرة التي أفرزت مشهداً سياسيًا معقداً، حيث جبهة اليسار “الجبهة الشعبية الجديدة” (NFP) أعلى عدد من المقاعد، لكنها لم تتمكن من الحصول على أغلبية مطلقة، ما أدى إلى تشكيل حكومة بقيادة اليمين الجمهوري بزعامة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه، بتكليف من الرئيس ماكرون. هذا التشكيل الحكومي قوبل بالرفض من قِبل تحالفات اليسار، وخاصة حزب “فرنسا غير الخاضعة” بقيادة جان لوك ميلانشون، الذي أعلن أن الحكومة تفتقر إلى الشرعية والمصداقية السياسية.

وتجعل الانقسامات في البرلمان حكومة بارنييه في موقف هش، حيث يسعى تحالف اليسار إلى تقديم اقتراح بحجب الثقة. ورغم أن حجب الثقة يتطلب 289 صوتاً، فإن هذه الخطوة قد تنجح إذا حصل اليسار على دعم من حزب اليمين المتطرف “التجمع الوطني” (FP) بقيادة مارين لوبين، الذي يحتفظ بعدد مهم من المقاعد في البرلمان. هذا التحالف المحتمل بين اليسار واليمين المتطرف يمثل تهديداً كبيراً للحكومة الحالية، على الرغم من أن التوافق بين هذه التيارات المختلفة ليس مضمونا.

ويعكس النقاش حول مسألة حجب الثقة الاستقطاب العميق في السياسة الفرنسية، حيث يقف اليمين واليسار المتطرفان على طرفي نقيض في العديد من القضايا، لكنهما قد يتحدان استراتيجياً لإضعاف الحكومة اليمينية الحالية التي يعتبرانها معادية لمصالحهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى