بقلم د. وسيم وني/ عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين
عداد الموت والدمار في غزة لا يتوقف مع استمرار المجازر اليومية
تتواصل حرب الإبادة التي يقودها كيان الاحتلال المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية بحيث
تجاوزت حصيلة الشهداء الأربعين ألف شهيد منذ السابع من تشرين الأول الماضي بينما تجاوز عدد
المفقودين تحت الأنقاض عشرة ألاف مفقود وأكثر من إثنين وتسعين ألف مصاب بهذه الحرب التي
لم تسجل مثيل لها بالتاريخ .
هذه الأرقام التي المرعبة التي تردنا تعكس فظاعة الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال
وبدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول العالم التي ترفع شعار الإنسانية والديمقراطية وتنادي
بالسلم العالمي ، بينما يمارس كيان الاحتلال جرائمه اليومية تحت أعين العالم أجمع وبموافقة هذه
الدول لأنهم يعتبرون شعبنا الفلسطيني من منظورهم هو شعب إرهابي ومعادي للسامية.
الحصيلة اليومية لأعداد الشهداء في ارتفاع مستمر في كل لحظة وهذه الاحصائيات لم تتوقف منذ
بدء العدوان على قطاع غزة بل وتستمر بشكل مضطرد ، وحسب تصريحات المفوض السامي
للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي قال " إن اليوم الذي يصل فيه عدد الشهداء 40 ألفاً ، هو يوم
يمثل علامة فارقة قاتمة للعالم لا سيما أن معظم الشهداء هم من النساء والأطفال ، مضيفاً لتصريحه
بأن تدمير المنازل والمدارس والمستشفيات وأماكن العبادة يكشف عن احصائيات صادمة للغاية .
إن استمرار العدوان على قطاع غزة بوحشية لم يسبق لها مثيل ، تسبب بكارثة صحية هائلة في
القطاع ، وذلك بسبب نقص وعدم توفر احتياجات النظافة الأساسية وقطع خدمات الصرف الصحي
وتراكم النفايات في الشوارع وحول أماكن إيواء النازحين وعدم توفر مياه صالحة للشرب ، الأمر
الذي خلق بيئة مواتية لتفشي الأمراض وانتقال العديد من الاوبئة ومنها فيروس شلل الأطفال
المشتق من اللقاح والتهاب الكبد الفيروسي A ، كما ورد على لسان وزير الصحة ماجد ابو رمضان
، الذي عقد مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن الوضع الصحي المقلق في غزة .
وأمام هذا الواقع المرير فقد بات من الواضح من هذا السياق، أن كيان الاحتلال غير مكترث بإبرام
صفقة لإنهاء الحرب، أو البحث في شروط إنجازها، كما أن لديه القدرة على تجاوز أي ضغوط
خارجية أو داخلية، وذلك لتحقيق الهدف الذي له الأولوية على أي أهداف أخرى وهو استعادة الردع
المفقود في غزة وفي المنطقة، استعدادًا لاستعادة سياق ترتيب المنطقة وَفق مصالح ورؤية إسرائيل
وأميركا.
وبالطبع إذا تمّ الاقتراب من التوصل لأي اتفاق يتم التنصل من قبل الاحتلال والتراجع عنه؛ لأن
الأمر لا يتعلق بتحسين شروط التفاوض، بل بالاستمرار في الحرب في سياق رؤية إستراتيجية
لمواصلة العدوان وتوسيعه إن أمكن في خدمة ترتيبات اليوم التالي للحرب، والذي يتعلق بمصير
غزة والضفة ومستقبل فلسطين والكيان بشكل عام ، وهذه الرؤية الإستراتيجية مشتركه بين إسرائيل
والولايات المتحدة الأميركية والغرب عمومًا، وهي عامل أساسي في تجاوز أي ضغوط لإنجاز
الصفقة.
وأخيرا وأمام كل هذه الجرائم الوحشية التي تتم أمام مرأى العالم، يبقى التساؤل إلى متى سيستمر
الصمت تجاه ما يمارسه الكيان ضد شعبنا ومتى يبدأ التحرك لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف
تحويل قطاع غزة إلى مقبرة هي الأكبر في التاريخ الحديث حول العالم؟