دولي

تحديات أذربيجان في مواجهة أخطار الألغام في كاراباخ المحررة

دولي

تحديات أذربيجان في مواجهة أخطار الألغام في كاراباخ المحررة

منذ بداية الاحتلال الأرميني في أوائل التسعينيات، عانت منطقة كاراباخ من ويلات الاستعمار الذي استمر لحوالي ثلاثة عقود، حيث قاومت جمهورية أذربيجان بكل الوسائل القانونية والسياسية لاستعادة أراضيها. تمكنت أذربيجان من تحرير المنطقة بعد معركة استمرت 44 يوما في عام 2020، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من التحديات المتمثلة في مخلفات الحرب، وخاصة الألغام الأرضية.

تعد كاراباخ الآن واحدة من أكثر المناطق الملوثة بالألغام في العالم، حيث تشير التقارير إلى وجود ما يزيد عن 1.5 مليون لغم، مما يشكل خطرا جسيما على المدنيين ويعيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وتبلغ مساحة الأراضي المتأثرة حوالي 13.47% من إجمالي مساحة البلاد، أي ما يقارب 11,667 كيلومترا مربعا. منذ نهاية الحرب وحتى منتصف عام 2024، تسببت الألغام في 219 حادثا، أسفرت عن 369 ضحية بينهم أطفال ونساء.

على الرغم من انتهاء الحرب رسميا في عام 2020، إلا أن أذربيجان وجدت نفسها في مواجهة حرب جديدة تتعلق بإزالة الألغام وإعادة بناء المناطق المتضررة.

وتحتاج البنية التحتية التي دمرتها الحرب إلى إعادة تأهيل شامل، بما في ذلك المساجد والمرافق الثقافية التي تعرضت لأضرار بالغة. هذه المهمة تعتبر تحديا كبيرا يفرض على الحكومة العمل على إعادة الإعمار وضمان سلامة المواطنين.

تواجه جهود إزالة الألغام في أذربيجان تعقيدات إضافية بسبب رفض أرمينيا تقديم خرائط دقيقة للألغام المزروعة، مما يؤخر عودة 800 ألف نازح إلى ديارهم ويعرقل عملية المصالحة وتحقيق السلام الدائم في المنطقة.

هذا الموقف يزيد من الحاجة إلى دعم دولي أكبر، حيث يشكل التضامن الإنساني مع أذربيجان ضرورة ملحة لضمان مستقبل آمن للمنطقة.

وعلى الرغم من الدعم الدولي المحدود، حيث لا تتجاوز المساعدات الخارجية 5% من الموارد المخصصة لإزالة الألغام، تستمر أذربيجان في تسليط الضوء على التحديات البيئية الناتجة عن الألغام في المحافل الدولية.

ففي مايو 2024، تم إدراج قضية الألغام في المؤتمر الدولي في أذربيجان، ومن المتوقع أن تنظم البلاد حدثا جانبيا حول الآثار البيئية للألغام خلال مؤتمر COP29 المقبل.

تعتبر الألغام الأرضية في كاراباخ رمزا للأثر المدمر للحرب على السكان المدنيين والممتلكات الثقافية، مما يستدعي تعاونا دوليا فاعلا لمعالجة هذه الكارثة الإنسانية والبيئية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button