الأزمة الإنسانية في غزة: حصار وقتل ممنهج أمام أنظار العالم
- استهداف البنية التحتية والمستشفيات في غزة بين الحرب والإبادة
- غزة تحت النار بين الحصار والقصف، مأساة إنسانية متفاقمة
حسن اليوسفي المغاري
الأزمة الإنسانية في غزة: حصار وقتل ممنهج أمام أنظار العالم
يعيش قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حالة حرب مستمرة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 42,000 قتيل فلسطيني، وفقا لتقارير وزارة الصحة الفلسطينية/غزة. هذا النزاع جاء بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حماس على إسرائيل. ردّ على إثرها جيش الاحتلال على ذلك بعملية عسكرية واسعة النطاق على القطاع المحاصر، ما أدى إلى تدمير كبير للبنية التحتية وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين.
حصار غزة وتأثيراته
يعاني قطاع غزة منذ سنوات من حصار خانق فرضته إسرائيل منذ عام 2007، إلا أن الحصار بات أكثر قسوة خلال هذه الحرب. منعت إسرائيل دخول الإمدادات الإنسانية والطبية، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء، المياه، والدواء. وفقا للأمم المتحدة، أكثر من 1.6 مليون شخص في غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية، مع تفاقم الوضع بشكل كارثي في ظل الحصار الحالي. هذا الحصار المستمر أدى إلى تدهور الأوضاع الصحية، حيث حذرت تقارير من احتمال وفاة الآلاف بسبب سوء التغذية أو نقص العلاج الطبي.
إحصائيات القتلى تكشف حجم المأساة الإنسانية.. إبادة جماعية في غزة:
42,000 قتيل ومئات الآلاف يعانون تحت الحصار
قصف المستشفيات ومخيمات اللاجئين
تضررت البنية التحتية الصحية بشكل كبير نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف. تم استهداف العديد من المستشفيات، ما أسفر عن إخراجها عن الخدمة، أو يعمل بعضها بإمكانات محدودة للغاية. يشير تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية إلى أن المستشفيات في غزة تفتقر الآن إلى الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، بالإضافة إلى عدم قدرة الأطباء على علاج الإصابات الخطيرة.
كما طالت الغارات الإسرائيلية مخيمات اللاجئين، وخاصة مخيم جباليا، الذي استُهدف مرارا. يعتبر المخيم واحدا من أكبر المخيمات في غزة، ويؤوي عشرات الآلاف من الفلسطينيين. أدى قصف المخيم إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين، مما يجعل هذه المخيمات إحدى أكثر المناطق تضررا خلال هجوم جيش الاحتلال.
الأونروا تحت النار
تلعب منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) دورا محوريا في تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، لكنها تعرضت هي الأخرى للاستهداف. قُتل ما لا يقل عن 179 من موظفي الأونروا نتيجة للقصف الإسرائيلي المتواصل. هذا الاستهداف المتعمد للأونروا يعمق من الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تُمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المحتاجين.
الحرب والاتهامات بارتكاب جرائم إبادة
تصف العديد من المنظمات الحقوقية الدولية الوضع في غزة بأنه يرقى إلى “جرائم حرب” وإبادة جماعية. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 60% من الضحايا هم من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال. هذا التصعيد العسكري يترافق مع عمليات تدمير واسعة للمنازل والبنية التحتية المدنية، ما يخلق أوضاعا معيشية غير قابلة للاستمرار لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في غزة.
يُعد الحصار المشدد، منع المساعدات الإنسانية، واستهداف البنية التحتية الطبية والمدنية، جزءا من حملة أوسع للقضاء على مقومات الحياة في غزة. حيث تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن انقطاع الكهرباء المستمر وتدمير محطات المياه أدى إلى انهيار النظام الصحي وانتشار الأمراض التي كان من الممكن تفاديها.
أبعاد الأزمة الإنسانية
بالتوازي مع الخسائر البشرية، يواجه سكان غزة أزمة إنسانية عميقة. تفيد تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 500 ألف شخص تم تهجيرهم داخليا بسبب القصف. كما أن نقص المواد الأساسية كالغذاء والمياه زاد من معاناة السكان.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 62 ألف شخص قد لقوا حتفهم نتيجة سوء التغذية أو عدم الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة.
لم تعد الحالة الإنسانية في غزة مجرد نتيجة للنزاع المسلح، بل أصبحت جزءا من سياسة ممنهجة تهدف إلى محاصرة وتجويع السكان المدنيين. وفي ظل غياب أي أفق لحل دبلوماسي أو وقف لإطلاق النار، يستمر تدهور الأوضاع الإنسانية يوما بعد يوم.
في ظل غياب أي حلول سياسية تنهي النزاع وتعيد الأمل لسكان القطاع، تتواصل الأوضاع الإنسانية في غزة التدهور مع تصاعد عدد القتلى، وتفاقم الأزمة الإنسانية، يبقى المجتمع الدولي مطالبا باتخاذ موقف حاسم لوقف هذه المأساة.