فواصل – –
حسن اليوسفي المغاري
أطفال غزة يصرخون “أمريكا تقتلنا”…
بيانات جريمة حرب تقوم بها إسرائيل بدعم السلاح الأمريكي
تتعالى صرخات الأطفال في غزة، الذين يعانون من ويلات الحرب والعدوان الإسرائيلي المدعوم بالسلاح الأمريكي. هؤلاء الأطفال، الأبرياء، في أعين القانون الدولي، هم ضحايا حرب يفرضها الكيان على قطاع غزة منذ سنة، احتلال لا يرحم الصغار الذين وجدوا أنفسهم وسط نار ودمار. وما يزيد الألم، هو أن الأسلحة التي تُستخدم لقتلهم وتدمير حياتهم هي في أغلبها أسلحة تم تزويدها لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
أرقام مأساوية لضحايا الحرب في غزة
حسب تقارير حقوقية ومنظمات دولية، فإن أعداد الأطفال الذين استشهدوا نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في تصاعد مستمر. تشير الإحصاءات إلى أنه خلال الحروب الأخيرة على غزة، ارتفع عدد الأطفال الشهداء إلى ما يزيد عن 13 ألف طفل. هذا الرقم ليس مجرد رقم، بل هو دليل على فداحة الجرائم المرتكبة، حيث يُستهدف المدنيون في مناطق مكتظة بالسكان.
الأطفال المعطوبون: جروح لا تندمل
أما بالنسبة للأطفال الذين نجوا من الموت، فإنهم يعانون من إصابات بالغة تتركهم معاقين جسديا ونفسيا مدى الحياة. وفقا لتقارير وزارة الصحة الفلسطينية والمنظمات الإنسانية، هناك ما يزيد عن 10,000 طفل مصاب بجروح بالغة، منهم عدد كبير فقدوا أطرافهم أو أصيبوا بعاهات دائمة نتيجة الانفجارات والقصف المباشر. هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى رعاية طبية وتأهيل جسدي ونفسي طويل الأمد، وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل الحصار المفروض على القطاع.
عاهات دائمة ومستقبل ضائع
بالإضافة إلى الجروح الجسدية، يواجه الأطفال المصابون مشكلات نفسية حادة نتيجة ما تعرضوا له. تشير تقارير صادرة عن منظمات الصحة النفسية أن نسبة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) تصل إلى 70% من مجموع الأطفال في غزة. هؤلاء الأطفال، الذين فقدوا أفرادا من عائلاتهم أو شهدوا تدمير منازلهم، يواجهون مستقبلا مليئا بالتحديات النفسية والاجتماعية.
دور الولايات المتحدة في تزويد إسرائيل بالسلاح
إحدى أكبر الإشكاليات في هذا الصراع هي تزويد الولايات المتحدة لإسرائيل بالأسلحة التي تُستخدم بشكل متكرر ضد المدنيين الفلسطينيين. وفقا لتقارير دولية، فإن الولايات المتحدة تزود إسرائيل بصفقات أسلحة بمليارات الدولارات سنويا. على سبيل المثال، في عام 2020، بلغت قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل حوالي 3.8 مليار دولار سنويا، وهي جزء من اتفاق طويل الأمد بين البلدين.
تشمل هذه المساعدات الأسلحة المتقدمة مثل الصواريخ، القنابل، والطائرات المقاتلة التي تستخدم في قصف المناطق السكنية في غزة. واحدة من أخطر هذه الأسلحة هي القنابل الخارقة للتحصينات التي تستخدمها إسرائيل لاستهداف الأنفاق والمنشآت تحت الأرض، والتي تسبب دمارا هائلا في المناطق السكنية المكتظة.
المجتمع الدولي ومطالبات التحقيق
رغم الأرقام المهولة والمعاناة المتزايدة، يظل المجتمع الدولي عاجزا عن اتخاذ خطوات فعالة لوقف هذا النزيف. هناك دعوات متزايدة من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي لفتح تحقيقات دولية في استخدام الأسلحة الأمريكية في غزة. العديد من هذه الأصوات تطالب بفرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل إذا استمرت في استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين.
خلال الفترة من أكتوبر 2023 إلى أكتوبر 2024، واصلت الولايات المتحدة الأمريكية تزويد إسرائيل بكميات ضخمة من الأسلحة، ضمن اتفاقيات التعاون العسكري المستمرة بين البلدين. وفقا لتقارير رسمية وأخرى صادرة عن مراكز أبحاث متخصصة في الشؤون العسكرية، فإن حجم التسلح الذي تم تزويد إسرائيل به خلال هذه السنة بلغ أرقاما غير مسبوقة، حيث قدرت المساعدات العسكرية المباشرة بـ 3.8 مليار دولار سنويا، وهو رقم ثابت بموجب الاتفاقية الموقعة عام 2016 بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تمتد لعشر سنوات بقيمة إجمالية تصل إلى 38 مليار دولار.
أبرز أنواع الأسلحة التي تم تزويد إسرائيل بها خلال الفترة:
الطائرات المقاتلة: زودت الولايات المتحدة إسرائيل بمزيد من طائرات F-35 الشبحية المتقدمة. هذه الطائرات تمنح إسرائيل قدرة عالية على شن هجمات جوية دقيقة وضرب الأهداف الحساسة في عمق الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك المناطق السكنية في غزة.
الصواريخ والقنابل الذكية: تم تزويد إسرائيل بكميات كبيرة من القنابل الموجهة بالليزر والصواريخ الموجهة، التي تستخدم في الهجمات الدقيقة، لكنها تسبب دمارا هائلا في المناطق المأهولة، مما يؤدي إلى مقتل وجرح آلاف المدنيين الفلسطينيين.
نظام الدفاع الصاروخي: استمرت الولايات المتحدة في تقديم الدعم المالي والتقني لتطوير نظام القبة الحديدية، الذي يساعد إسرائيل في التصدي للهجمات الصاروخية. هذا النظام يعزز من قدرة إسرائيل على حماية نفسها بينما تواصل الهجمات على غزة دون أن تتأثر بنيران المقاومة.
القنابل الخارقة للتحصينات: تزويد إسرائيل بقنابل قوية مخصصة لاختراق التحصينات والملاجئ، تُستخدم في ضرب الأنفاق الفلسطينية، لكنها تؤدي أيضا إلى تدمير المنازل والبنى التحتية القريبة من تلك الأنفاق.
إحصاءات الأسلحة خلال الفترة:
عدد الصواريخ والقنابل: تشير التقديرات إلى أن إسرائيل حصلت على أكثر من 20,000 صاروخ موجه وقنبلة ذكية خلال هذه الفترة، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الهجمات الجوية التي شنتها على غزة وأهداف أخرى.
عدد الطائرات: خلال الفترة من أكتوبر 2023 إلى أكتوبر 2024، استلمت إسرائيل 12 طائرة F-35 جديدة، مما يزيد من قدراتها الجوية الهجومية.
التمويل العسكري: بالإضافة إلى المساعدات العسكرية المباشرة البالغة 3.8 مليار دولار، تم تخصيص 500 مليون دولار إضافية لتطوير أنظمة الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود.
التأثيرات على المدنيين في غزة
خلال هذه الفترة، استخدمت إسرائيل هذه الأسلحة بشكل مكثف في عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة. أدى هذا التصعيد إلى استشهاد زهاء 42 ألف وجرح عشرات الآلاف من المدنيين، الكثير منهم أصيبوا بجروح بليغة أو تعرضوا لإعاقات دائمة. كما تم تدمير مئات المنازل والبنية التحتية الحيوية، مما أدى إلى نزوح آلاف العائلات.
تبرز الأرقام الواردة حول التسلح الأمريكي لإسرائيل خلال عام من أكتوبر 2023 إلى أكتوبر 2024 استمرار الدعم العسكري المكثف، مما يعزز من قدرة إسرائيل على شن عمليات عسكرية واسعة ضد قطاع غزة. ومع استمرار تدفق هذه الأسلحة، تتفاقم معاناة المدنيين، وخاصة الأطفال، الذين يقعون ضحايا للقصف المستمر.
صرخات أطفال غزة ليست مجرد أصوات عابرة، بل هي شهادة على جريمة مستمرة تجري أمام أعين العالم. إن الدعم الأمريكي لإسرائيل بالسلاح ليس فقط انتهاكا للقانون الدولي، بل هو أيضا مشاركة في استمرار معاناة آلاف الأطفال الفلسطينيين. يبقى السؤال مفتوحا: هل سيستجيب العالم لصرخات هؤلاء الأطفال، أم سيستمر الدعم بلا محاسبة؟
مصادر:
وزارة الخارجية الأمريكية: توفر معلومات رسمية حول حجم المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل، بما في ذلك تفاصيل التمويل العسكري السنوي وحجم الأسلحة المتفق عليها.
معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI): يعد هذا المعهد من أبرز المصادر العالمية التي تقدم تقارير مفصلة حول حجم تجارة السلاح بين الدول، بما في ذلك الأسلحة المصدرة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
منظمة العفو الدولية (Amnesty International): تصدر تقارير سنوية حول انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك تقارير توثق استخدام الأسلحة الأمريكية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وتأثيرها على المدنيين.
مركز الميزان لحقوق الإنسان: هذا المركز الفلسطيني يقدم تقارير دورية حول آثار الهجمات الإسرائيلية على المدنيين، بما في ذلك عدد الشهداء والمصابين من الأطفال والمدنيين في غزة.
تقارير الأمم المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح: توثق تقارير الأمم المتحدة الانتهاكات ضد الأطفال في مناطق النزاعات، بما في ذلك حالات القتل والتشويه التي يتعرض لها الأطفال في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
تقرير وزارة الصحة الفلسطينية: يوفر معلومات دقيقة حول عدد الضحايا المدنيين، بما في ذلك الأطفال، والإصابات التي يتعرضون لها جراء الهجمات الإسرائيلية.
هذه المصادر توفر الأساس اللازم للتحقق من الأرقام والإحصاءات المتعلقة بحجم التسلح الأمريكي لإسرائيل وتأثيره على المدنيين في غزة.