دور الإيباك في التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية والدعم المالي لإسرائيل
اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة
تقرير: تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة ودور “الإيباك” في السياسة الخارجية
اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة: دور الإيباك في التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية والدعم المالي لإسرائيل
يُعدّ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة من أكثر جماعات الضغط تأثيرا على السياسة الأمريكية، إذ يلعب دورا حاسما في تشكيل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ويمثل “الإيباك” (AIPAC)، اللجنة العامة للشؤون الإسرائيلية الأمريكية، القوة المركزية في هذا اللوبي. عبر تنظيم فعاليات دورية، أبرزها مؤتمرها السنوي، وتعمل “الإيباك” على تعزيز الدعم السياسي والمالي لإسرائيل من قبل المسؤولين الأمريكيين.
تأثير “الإيباك” على السياسة الخارجية الأمريكية
من خلال حملات ضغط ممنهجة وشبكة واسعة من العلاقات مع الساسة الأمريكيين، يسعى “الإيباك” إلى التأثير في القرارات السياسية الخارجية للولايات المتحدة بما يخدم مصالح إسرائيل. يُظهر “الإيباك” نجاحه بشكل خاص في توجيه السياسات الأمريكية نحو تقديم الدعم العسكري والاقتصادي المستمر لإسرائيل، سواء من خلال المساعدات المالية المباشرة أو الدعم العسكري والتكنولوجي.
الدعم المالي
تُعتبر حملات “الإيباك” لجمع التبرعات أحد أبرز أدواته في ممارسة النفوذ على الساحة السياسية الأمريكية. حيث يتم تخصيص مبالغ ضخمة لدعم المرشحين السياسيين الذين يتبنون سياسات مؤيدة لإسرائيل.
وفقًا لتقارير OpenSecrets، وهي قاعدة بيانات مفتوحة تتعقب التمويل السياسي في الولايات المتحدة، أنفق اللوبي الإسرائيلي ما يقارب 20 مليون دولار في الحملات الانتخابية الأمريكية عام 2022 فقط. وتُستخدم هذه الأموال لضمان تأييد الكونغرس لقرارات وسياسات تدعم إسرائيل وتمنع أي تحرك يتعارض مع مصالحها.
أمثلة على تدخل “الإيباك” في القرارات السياسية
قانون العقوبات على إيران (2006):
ضغط “الإيباك” بشدة لفرض عقوبات صارمة على إيران، وقد قادت تلك الجهود إلى فرض حظر اقتصادي عليها بموجب قانون محاربة أعداء أمريكا من خلال العقوبات. كان الهدف من هذه الجهود هو إضعاف النظام الإيراني وتقليل دعمه لحركات المقاومة مثل “حزب الله” و”حماس”.
رفض الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة (2012):
عندما حاولت السلطة الفلسطينية الحصول على عضوية الأمم المتحدة كدولة مراقبة غير عضو، كان “الإيباك” من أبرز المؤثرين على التصويت الأمريكي بالرفض. أقنع اللوبي الكونغرس والإدارة الأمريكية بأن الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة سيضر بمسار مفاوضات السلام ويضعف إسرائيل.
قانون الدعم العسكري لإسرائيل (2016):
كان لجهود “الإيباك” دور كبير في تأمين حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار، التي قدمتها إدارة أوباما لإسرائيل. يُعتبر هذا القانون الأكبر في تاريخ المساعدات العسكرية الأمريكية لدولة واحدة، مما يعكس قوة تأثير “الإيباك” في صياغة السياسات الخارجية الأمريكية.
الدعم المالي للرؤساء
لا يقتصر دعم “الإيباك” على أعضاء الكونغرس فقط، بل يمتد إلى الرؤساء أيضا. ففي الانتخابات الرئاسية، يُظهر اللوبي الإسرائيلي اهتماما كبيرا بالتأثير على حملات المرشحين من خلال تمويل مباشر وغير مباشر. على سبيل المثال، يُقال إن “الإيباك” كان له دور في تقديم دعم مالي لحملة الرئيس دونالد ترامب، الذي اتخذ عدة قرارات مؤيدة لإسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
يظل “الإيباك” أحد أقوى جماعات الضغط في الولايات المتحدة، مستفيدا من موارده المالية الضخمة وشبكة واسعة من العلاقات السياسية لتحقيق أهدافه. بفضل تأثيره المتزايد، تمكن اللوبي الإسرائيلي من دفع السياسة الخارجية الأمريكية نحو مواقف تدعم مصالح إسرائيل، مما يضمن استمرار تدفق الدعم المالي والعسكري لها.
المصادر:
- OpenSecrets.org: بيانات حول تمويل الحملات الانتخابية
- Congressional Research Service: تقارير حول المساعدات العسكرية الأمريكية
- The Guardian: مقالات حول تأثير “الإيباك”