حسب كتاب “الحرب” لبوب ودورد: زعماء عرب تعاونوا ومنحوا التأييد لـ”تدمير” حماس
Bob Woodward صحافي التحقيقات بصحيفة - The New York Times
حسب كتاب “الحرب” لبوب ودورد: زعماء عرب تعاونوا ومنحوا التأييد لـ”تدمير” حماس
إعداد: حسن اليوسفي المغاري
يناقش الكتاب في جزء منه ما أسماه بـ “الهجوم المفاجئ” من قبل حركة حماس على إسرائيل، حيث أطلقت آلاف الصواريخ بشكل مفاجئ صباح أحد أيام السبت (07 أكتوبر 2023). الكتاب يصف أحداث تصاعد الصراع وتأثيره على المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك مستشارين مثل رون ديرمر ونتنياهو الذين أظهروا ردود فعل قوية تجاه الحدث.
الكتاب من تأليف الصحافي الأمريكي “بوب ودورد Bob Woodward“، صاحب فضيحة “ووتر جيت”، صحافي التحقيقات بصحيفة The New York Times
في الصفحات من 223 إلى 336 من كتاب بوب ودورد، تتناول الأحداث سلسلة من التصعيدات السياسية والعسكرية المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وحماس، بالإضافة إلى بعض التصريحات الخاصة بزعماء دول عربية المؤيدة لـ”تدمير حماس”.. كما تناولت التوترات الإقليمية مع إيران والولايات المتحدة.
وفيما يلي تلخيص مفصل (حسب ما ورد في صفحات الكتاب)، لأهم ما ورد من تصريحات ومواقف الشخصيات السياسية المؤثرة خلال هذه الفترة:
“هجوم” حماس على إسرائيل:
رون ديرمر: يُذكر أن ديرمر، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان يراقب بقلق تصاعد الأحداث إثر إطلاق حماس أكثر من 3000 صاروخ على إسرائيل، ما دفعه للتوجه فورا إلى تل أبيب. وقد وصف نتنياهو الهجوم على أنه “حرب”، ما يعكس عمق التصعيد وردود الفعل الحادة داخل إسرائيل.
استجابة الولايات المتحدة للتصعيد:
بريت ماكجورك: منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط، تلقى تحذيرات حول الهجمات الصاروخية وبدأ بإعداد تدابير دعم طارئة لإسرائيل، وذلك بالتعاون مع القيادة المركزية الأميركية التي أرسلت تعزيزات بحرية وجوية بالقرب من إسرائيل.
الرئيس جو بايدن: استدعى كبار مستشاريه لمناقشة التصعيد، وأشرف شخصيا على التنسيق الدفاعي مع إسرائيل. وأكد دعمه لأمن إسرائيل دون تردد، إلا أن بلينكن نقل لبيدن ملاحظات حول الوضع المأساوي في غزة والضغط الدولي المتزايد على الولايات المتحدة للتوسط.
ردود الفعل الدولية وتنسيق التحالفات:
الدول الأوروبية والخليجية: وافقت فرنسا، المملكة المتحدة، السعودية، والأردن على تقديم دعم لوجستي ودفاعي لإسرائيل، ما يظهر التعاون الإقليمي والدولي لاحتواء تداعيات الهجمات.
محمد بن سلمان: وافق على فتح المجال الجوي السعودي للطائرات الأميركية لتعزيز قدراتها الدفاعية في المنطقة، ما يبرز دوره في دعم التحالف مع الولايات المتحدة واحتواء التوترات.
مواقف إيران واستراتيجياتها العسكرية:
التصريحات الإيرانية: في أعقاب التصعيد، ظهرت معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران كانت تخطط لهجوم مضاد باستخدام مزيج من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية، وقد وصف القادة العسكريون الأميركيون مثل الجنرال كوريلا هذه التهديدات بأنها قد تقود إلى تصعيد خطير في الشرق الأوسط.
استجابة الولايات المتحدة: أجرى الجنرال كوريلا محادثات مباشرة مع وزير الدفاع الإيراني محذرا من أن أي هجوم قد يشعل حربا شاملة، بينما بادرت الولايات المتحدة بنقل حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور” إلى شمال البحر الأحمر لمتابعة التطورات عن كثب.
تصريحات بلينكن حول التطبيع والمخاوف الأمنية:
لقاء بلينكن ونتنياهو: عبر بلينكن لنتنياهو عن مخاوفه من تزايد التوترات في غزة، وأشار إلى أن الوضع الإنساني يتطلب تدخلا عاجلا. وأكد على أهمية العمل لتحقيق التطبيع مع السعودية، والذي اعتبره “الكأس المقدسة” لإسرائيل في سبيل تحقيق الأمن الإقليمي. لكن بلينكن أبدى ترددا حول قدرة نتنياهو على تحقيق هذا الهدف في ظل الظروف الحالية(الحرب بوب وودورد عربي.
تحليل سياسي وتصريحات بايدن:
مخاوف بايدن بشأن العنف والتصعيد: أبدى بايدن قلقا متزايدا بشأن إمكانية تصاعد العنف وتأثيره على السياسة الأميركية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. وقد أشار السيناتور ليندسي غراهام إلى أن أي هجوم إرهابي على الأراضي الأميركية سيكون له أثر كبير على نتائج الانتخابات، مما يعكس أهمية الأحداث الخارجية على المناخ السياسي الداخلي في الولايات المتحدة.
نظرة مستقبلية على الاستقرار الإقليمي:
دور وكالة الاستخبارات المركزية (CIA): قام مدير CIA، بيل بيرنز، بزيارة أوكرانيا عدة مرات، حيث ناقش مع زيلينسكي التحديات المشتركة أمام روسيا، وأكد على تقديم الدعم الاستخباراتي، ما يظهر اهتمام الولايات المتحدة بتثبيت حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا لمواجهة روسيا وإيران.
في الصفحات التي تمت قراءتها، يستعرض الكتاب محادثات مهمة بين القادة العرب والمسؤولين الأمريكيين حول الوضع في غزة وعملية السلام الإقليمي..
ملخص لأهم هذه المحادثات:
محادثة الأمير محمد بن سلمان مع أنتوني بلينكن:
خلال اجتماع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ناقش بلينكن فكرة دعم السعودية لإعادة إعمار غزة بعد الصراع. كان رد الأمير واضحا برفض دفع تكاليف إعادة الإعمار الناتجة عن الأضرار التي سببتها إسرائيل، مما يعكس قلقه من تكرار المشهد وتبعاته السياسية والاقتصادية. كما تم التطرق إلى أهمية إنشاء مناطق آمنة للسماح بدخول المساعدات، وضرورة ضبط عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
محادثات بلينكن مع الشيخ محمد بن زايد:
في زيارة للإمارات، التقى بلينكن برئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد. طالب بن زايد بتوفير مساحة لإسرائيل للتعامل مع حماس، لكنه شدد على ضرورة التزام إسرائيل بتأمين المناطق الآمنة لحماية المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن ضبط المستوطنين في الضفة الغربية سيساهم في تخفيف حدة الغضب الإقليمي.
محادثة الرئيس بايدن مع الملك عبد الله الثاني:
اتصل بايدن بالملك عبد الله ملك الأردن أثناء تصاعد الصراع، وكان الملك واضحا بشأن حالة الغضب التي تعم الشارع الأردني نتيجة الوضع في غزة. عبّر عن أن الأجواء الشعبية والسياسية في الأردن غير مواتية لاستقبال الرئيس الأمريكي في تلك الفترة. هذا الموقف عكس الضغوط الشعبية التي يواجهها القادة العرب من شعوبهم إزاء الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية
محادثة بلينكن مع المسؤولين القطريين حول حماس:
في قطر، التقى بلينكن بمسؤولين قطريين، حيث جرى التباحث حول دور حماس وتواجدها في الدوحة. أكد المسؤولون القطريون استعدادهم للتعاون مع الولايات المتحدة، كما أشاروا إلى أهمية قنوات التواصل للتفاوض بشأن الرهائن الذين تسيطر عليهم حماس في غزة. وقد عكس هذا اللقاء مرونة قطرية تجاه المتطلبات الأمريكية، خاصةً فيما يتعلق بتواجد قادة حماس في أراضيها.
ويقدم الكتاب عدة تصريحات مهمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حاكم الإمارات العربية المتحدة، حول الأوضاع في غزة ودور إسرائيل. وفيما يلي أبرز هذه التصريحات:
الموقف من حماس:
صرح الشيخ محمد بن زايد بأن إسرائيل يجب أن تركز على “القضاء على حماس” بطريقة مباشرة. ومع ذلك، أشار إلى أن الإمارات مستعدة لتقديم “المساحة اللازمة” لإسرائيل للعمل ضد حماس، بشرط أن تلتزم إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإنشاء مناطق آمنة لضمان حماية المدنيين الفلسطينيين، والسيطرة على عنف المستوطنين في الضفة الغربية. هذه الشروط كانت تهدف إلى الحد من التوترات وتهدئة الرأي العام العربي، خاصة في ظل الغضب المتزايد في الشوارع العربية من مشاهد الدمار في غزة.
النصيحة حول الرد على الهجمات:
قدم الشيخ محمد بن زايد نصيحة للمسؤولين الإسرائيليين، حيث قال: “خذ وقتك في الانتقام. كن صبوراً. إنه نهج أفضل”. كان يقترح ضرورة التحلي بالصبر وعدم التسرع في الرد العسكري، خاصة عندما يتعلق الأمر بعمليات قتل قيادات حماس، مثل السنوار، وذلك لتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل.
تظهر هذه التصريحات التوجه الإماراتي الداعم لاحتواء التصعيد، مع الحرص على مراعاة الوضع الإنساني، ويعكس ذلك التوازن بين تقديم الدعم للإجراءات الإسرائيلية ضد حماس من ناحية، وتخفيف الغضب الشعبي في العالم العربي من ناحية أخرى.
لقاء بلينكن – السيسي حول غزة:
أكدت اللقاءات على عمق الشراكة بين البلدين وأهمية استمرار التعاون لضمان “استقرار” المنطقة، حيث أشاد بلينكن بالدور المصري في دعم الاستقرار الإقليمي، ما يعكس التزام الولايات المتحدة بتقوية علاقتها مع مصر في مواجهة التحديات الإقليمية.
الدعم اللوجيستي الحربي الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل
في كتاب بوب ودورد “الحرب”، يبرز الدعم اللوجيستي الحربي الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل كجزء محوري من استراتيجيتها لتعزيز “استقرار” المنطقة وضمان التفوق العسكري الإسرائيلي خلال فترات التصعيد، خصوصا في النزاعات مع حماس.
تفاصيل الدعم اللوجيستي:
تعزيز الدفاعات الإسرائيلية: استجابت الولايات المتحدة بسرعة لدعم إسرائيل من خلال إمدادها بالأسلحة والمعدات الدفاعية اللازمة، وشملت تلك المعدات منظومات دفاعية مضادة للصواريخ وتكنولوجيا عسكرية متطورة، لضمان حماية المدنيين والأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية.
التواجد العسكري الأمريكي: أرسلت البحرية الأمريكية قطعًا بحرية، من ضمنها حاملات طائرات، لتعزيز الدفاعات في البحر الأحمر وقبالة السواحل الإسرائيلية، وتوفير الدعم الجوي والبحري المستمر، مما زاد من قدرة إسرائيل على الصمود أمام الهجمات الصاروخية وتوسيع نطاق الردع.
تذكير لابد منه..
تبرز أهمية الكتاب من أهمية كاتبه الملقب بـ “مفجر فضيحة ووترغيت” الشهيرة التي أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون من منصبه.
وهو صاحب كتاب “الخوف“، كتاب في مواجهة الرئيس دونالد ترامب 07 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.