عمر هلال ينتقد الاقتراح الجزائري لتقسيم الصحراء المغربية
"ذريعة للهروب من الانتكاسات الدبلوماسية"
في تصريح صحفي أدلى به بنيويورك بتاريخ 3 نوفمبر 2024، انتقد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الاقتراح الجزائري بشأن تقسيم الصحراء المغربية، واصفاً إياه بـ”المهرب المعتاد” الذي تلجأ إليه الجزائر لتجنب انتكاساتها الدبلوماسية المتوالية في هذه القضية.
جاءت تصريحات هلال إثر اعتماد مجلس الأمن للقرار المتعلق بالصحراء المغربية، حيث تناول النقاش الذي أثير حول هذا الاقتراح، والذي قدمه المبعوث الشخصي للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، خلال جلسة مشاورات مغلقة بتاريخ 16 أكتوبر 2024. واستعرض هلال خلال هذا التصريح ثلاثة محاور أساسية تسلط الضوء على موقف المغرب، في محاولة لدحض الاقتراح الجزائري.
أوضح هلال أن فكرة تقسيم الصحراء ليست جديدة، مشيرا إلى أنها ظهرت لأول مرة عام 2001، عندما طرحها الرئيس الجزائري الأسبق، عبد العزيز بوتفليقة، خلال لقاء مع المبعوث الشخصي آنذاك، جيمس بيكر، في هيوستن. وأضاف أن الممثل الدائم السابق للجزائر لدى الأمم المتحدة، عبد الله بعلي، أكد هذا الاقتراح برسالة إلى رئيس مجلس الأمن بتاريخ 22 يوليو 2002. وتكررت المحاولة مرة أخرى عندما عرضت الجزائر المقترح نفسه على ستافان دي ميستورا مطلع سنة 2024.
أسباب عودة الاقتراح الجزائري
أشار السفير هلال إلى أن الجزائر تطرح اقتراح التقسيم كاستراتيجية للهروب كلما وجدت نفسها تحت ضغوط دولية تتطلب منها موقفا دبلوماسيا، خاصة عندما تدعوها قرارات مجلس الأمن المتتالية للمشاركة في محادثات الموائد المستديرة. وأضاف أن الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء من قبل الولايات المتحدة وفرنسا، والدعم المتزايد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، بما في ذلك تأييد نصف دول الاتحاد الأوروبي وافتتاح نحو 30 قنصلية في مدينتي العيون والداخلة، ساهم في تعزيز الموقف المغربي وعزل الجزائر.
وأوضح هلال أن الجزائر طرحت اقتراح التقسيم لأول مرة في عام 2001 كرد فعل على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي أعلن عدم جدوى خطة التسوية، مما أثار غضب الجزائر ورفضها لخطة بيكر. في المقابل، تجد الجزائر نفسها الآن في موقف مشابه بعد تزايد الضغوط الدولية، مما دفعها إلى إحياء هذا الاقتراح مجدداً.
موقف المغرب من الاقتراح
أكد السفير هلال أن المغرب يرفض بشكل قاطع أي نقاش حول تقسيم أراضيه، مشيراً إلى تصريحات وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الذي أكد على أن سيادة المغرب على الصحراء ووحدته الترابية أمر غير قابل للتفاوض. وأضاف أن عودة الصحراء إلى حضن الوطن الأم تعتبر أمرا لا رجعة فيه، مشدداً على الروابط التاريخية والدينية التي تجمع سكان الصحراء بالملوك المغاربة، منذ المسيرة الخضراء وحتى يومنا هذا.
وختم هلال بالتأكيد على أن المغرب لن يقبل بأي محاولة لتقسيم الصحراء، مؤكداً على التضحيات التي قدمتها القوات المسلحة الملكية المغربية في الدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد. وأعاد التأكيد على أن المملكة ترفض أي تنازل ولو لذرة واحدة من رمال الصحراء المغربية، مشدداً على التزام المغرب بموقفه الراسخ تجاه هذه القضية الوطنية.