دولي

فوز دونالد ترامب.. دعم ثابت لإسرائيل

دولي

جهاد صابر

عند تحليل تأثير فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية على سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط ودعمها لإسرائيل، نجد أنه يثير العديد من التساؤلات حول توجهاته السياسية واستراتيجياته.

بالنظر إلى سياسته السابقة خلال ولايته الأولى، يمكن القول إن ترامب أظهر دعما ثابتا لإسرائيل، بل واستثمر في هذا الدعم لتعزيز علاقات قوية مع الحلفاء التقليديين في الشرق الأوسط. ولتوضيح هذا، نعتمد على تصريحاته السابقة وتفاعله مع قضايا الشرق الأوسط.

خلال فترة رئاسته الأولى، اتخذ ترامب عدة خطوات تعزز دعمه لإسرائيل بشكل غير مسبوق مقارنة بإدارات سابقة. ومن أبرز تلك الخطوات:

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس: هذه الخطوة كانت تعبيرا واضحا عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في تحوّل سياسي ودبلوماسي أثار ردود فعل متباينة في العالم الإسلامي وأوروبا.

الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان: هذه الخطوة كانت إشارة قوية إلى دعم ترامب لسياسات إسرائيل في المناطق المتنازع عليها.

خطة السلام المعروفة بـ “صفقة القرن”، التي قوبلت بانتقادات من الفلسطينيين وبعض الدول العربية كونها تميل لصالح إسرائيل.

هذه القرارات وغيرها دفعت إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، بل وزادت من تعقيد مشهد السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

في عدة مناسبات، عبر ترامب عن دعمه المطلق لإسرائيل وأشار إلى أن سياسته في الشرق الأوسط تهدف إلى حماية مصالحها. وفي خطاباته خلال حملته الانتخابية وفي مؤتمراته الصحفية، كان واضحاً في تبنيه لسياسة تؤكد حماية أمن إسرائيل. من أبرز تلك التصريحات:

  • في 2019، صرّح ترامب قائلا: “إسرائيل لديها حليف قوي في الولايات المتحدة.. لن نتخلى عنها مهما كانت التحديات”.
  • في مناسبة أخرى، قال إن “أمن إسرائيل هو أمر غير قابل للتفاوض بالنسبة لنا”، مما يدل على عمق التزامه.

بعد فوز ترامب في الانتخابات، يمكن أن تتجه سياسته إلى مزيد من الانحياز لصالح إسرائيل، مما قد يعمّق عزلة الولايات المتحدة عن بعض حلفائها العرب.

قد يتخذ ترامب سياسات مشددة تجاه إيران، الخصم الرئيسي لإسرائيل في المنطقة، وقد يسعى إلى بناء تحالفات إقليمية تكون إسرائيل محورها، مثل اتفاقيات التطبيع المعروفة بـ “اتفاقيات إبراهام”. هذه الاتفاقيات، التي جرت خلال رئاسته، تشكل محورا رئيسيا لسياسة أمريكية جديدة في الشرق الأوسط، هدفها تحقيق “السلام من خلال القوة” مع تجاهل الحل العادل للقضية الفلسطينية.

“ليس في القنافذ أمل” يعني أن اختلاف الوجوه السياسية في أمريكا لا يغير من جوهر السياسة الخارجية تجاه إسرائيل؛ حيث إن الدعم الأمريكي لإسرائيل قضية استراتيجية تتجاوز شخصية الرئيس. ومن ثم، فإن أي إدارة أمريكية، سواء بقيادة ترامب أو غيره، قد تجد صعوبة في التخلي عن الدعم العسكري والاقتصادي القوي لإسرائيل. الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل حليفا استراتيجيا لأسباب تتعلق بالأمن القومي ومصالحها الجيوسياسية في المنطقة.

فوز ترامب بالانتخابات قد يعزز سياسات الولايات المتحدة المؤيدة لإسرائيل، ولكن في الوقت ذاته، من المحتمل أن يؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة مع الدول المناوئة لهذا الدعم، خاصة إيران. بيد أن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل فهي ثابتة، ليس فقط بسبب توجهات ترامب الشخصية، ولكن لأن دعم إسرائيل يعد من مرتكزات السياسة الأمريكية في المنطقة، بغض النظر عن شخصية الرئيس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى