غزة.. أكثر من 400 يوم حرب إبادة مستمرة على البشر والحجر
مرت أكثر من 400 يوم منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، التي أشعلتها المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. خلال هذه الفترة، تعرض قطاع غزة لأبشع حملات القصف والدمار الممنهج، والتي لم تستهدف فقط البنية التحتية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد السكان المدنيين.
تُسجل غزة ملحمة صمود في وجه آلة حرب تهدف إلى محو الإنسان الفلسطيني وإبادة مقومات حياته.
حصاد الحرب خلال الـ400 يوم
الخسائر البشرية
خلال هذه الحرب الطويلة، ارتفعت حصيلة الضحايا، حسب المركز الفلسطيني للإعلام إلى مستويات مروعة:
- (400) يوما على حرب الإبادة الجماعية
- (3,798) مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال
- (53,552) شهيداً ومفقودا
- (10,000) مفقود
- (43,552) شهيدا ممن وصلوا إلى المستشفيات (وزارة الصحة)
- (17,385) شهيدا من الأطفال
- (209) أطفال رُضّع وُلِدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية
- (825) أطفال استشهدوا خلال الحرب وعمرهم أقل من عام
- (1367) عائلة فلسطينية قتل الاحتلال جميع أفرادها ومسحها من السجل المدني
- (38) استشهدوا نتيجة المجاعة
- (11,891) شهيدة من النساء
- (1054) شهيدا من الطواقم الطبية (وزارة الصحة)
- (85) شهيدا من الدفاع المدني
- (184) شهيدا من الصحفيين
- (7) مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات
- (520) شهيدا تم انتشالهم من 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات
- (102,765) جريحا ومُصاباً وصلوا إلى المستشفيات. (وزارة الصحة)
- (398) جريحا ومُصاباً من الصحفيين والإعلاميين
- (70%) من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء
- (202) مركزاً للإيواء استهدفها الاحتلال “الإسرائيلي
- (35,055) طفلاً يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما
- (3,500) طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء
- مقتل واستهداف العاملين في المجال الطبي والإنساني، ما أدى إلى شلل شبه كامل في الخدمات الصحية.
التدمير الممنهج للبنية التحتية
- تدمير ما يزيد عن 250,000 منزل، بعضها قُصف عدة مرات.
- استهداف 90% من شبكات المياه والكهرباء، وترك القطاع يعاني من شلل كامل في الخدمات الأساسية.
- قصف المستشفيات والمدارس، بما في ذلك مؤسسات تابعة للأمم المتحدة.
حصار خانق عمّق الأزمة
- استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية، بما فيها الغذاء والدواء.
- ارتفاع معدلات البطالة إلى 60% وانعدام الأمن الغذائي ليشمل 80% من السكان.
حرب الإبادة الممنهجة وآلياتها
استهداف المدنيين بشكل مباشر
تشير التقارير الحقوقية إلى أن الاحتلال يعتمد سياسة “الأرض المحروقة”، ما أدى إلى قصف أحياء كاملة على رؤوس ساكنيها، وأبرز الأمثلة:
- تدمير أحياء الزيتون والشجاعية بشكل شبه كامل.
- قصف ملجأ مستشفى المعمداني، مما أسفر عن مئات القتلى.
استخدام أسلحة فتاكة
الاحتلال الإسرائيلي اعتمد على أسلحة محرمة دوليًا، منها:
- القنابل الفوسفورية التي تتسبب بحروق مدمرة.
- الذخائر الفراغية، التي تُحدث تفجيرات هائلة تدمر الأبنية وتقتل المدنيين بشكل جماعي.
الإبادة الاقتصادية والاجتماعية
- استمرار استهداف الأسواق والمصانع الصغيرة، ما أدى إلى شلل الاقتصاد المحلي.
- تعطيل العملية التعليمية بعد استهداف المدارس والجامعات.
صمت المجتمع الدولي.. شريك في الجريمة
غياب العدالة الدولية
رغم توثيق انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين، يظل المجتمع الدولي عاجزًا عن فرض أي عقوبات أو اتخاذ خطوات جدية لإنهاء العدوان.
الدعم السياسي والعسكري للاحتلال
- تقديم مساعدات عسكرية بقيمة مليارات الدولارات من دول كبرى مثل الولايات المتحدة.
- تعطيل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بوقف العدوان من خلال الفيتو الأمريكي المتكرر.
غزة تحت الحصار.. مأساة إنسانية مستمرة
أزمة إنسانية خانقة
- 1.2 مليون نازح داخلي يعيشون في ظروف غير إنسانية.
- توقف المستشفيات عن العمل بسبب نقص الوقود والمعدات.
الصمود الفلسطيني
رغم كل الظروف القاسية، لا تزال غزة تُقاوم الاحتلال وتُحافظ على إرادة الحياة من خلال مبادرات مجتمعية تُظهر صمود الشعب الفلسطيني.
أكثر من 400 يوم من الحرب المدمرة التي تجاوزت كل الحدود القانونية والأخلاقية، تُظهر الوجه الحقيقي لآلة الاحتلال الإسرائيلي التي لا تهدف فقط إلى تدمير البنية التحتية، بل إلى إبادة شعب بأكمله. ورغم هذه الجرائم، تظل غزة رمزًا للصمود والمقاومة في وجه أكبر آلة قمع واستعمار في العصر الحديث.
إن هذا الصراع ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل هو معركة وجودية للشعب الفلسطيني الذي يواجه سياسة ممنهجة تهدف إلى محوه من الخريطة. ويبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى سيستمر صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم؟ وهل ستظل غزة وحدها في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية؟
على العالم أن يتحمل مسؤوليته تجاه ما يحدث في غزة، فالدمار والأرقام المروعة تُعبر بوضوح عن حجم الكارثة، لكن صمود الفلسطينيين يثبت أن إرادة الحياة ستنتصر مهما طال أمد المعاناة.