دور القضاء والتعاون الدولي في تعزيز سلامة الصحفيين: ما الذي ينفع؟
بدعوة من منظمة اليونيسكو، شاركت لجنة دعم الصحفيين في جنيف (JSC) في مؤتمر افتراضي تحت عنوان “دور القضاء والتعاون الدولي في تعزيز سلامة الصحفيين – ما الذي ينفع؟” وذلك يوم الاثنين 1 اذار-مارس 2021. وقد استمرت فعاليات المؤتمر الذي انطلق بثه المباشر عبر قنواتZoom وYoutube التابعة للمنظمة من العاصمة الفرنسية باريس لاربع ساعات بين الساعة 12:00 و16:00 بتوقيت وسط اوروربا. وقد تم تقسيم المؤتمر الى 3 حلقات تفاعلية تحدث فيها معنيون من مختلف المناطق في اطار متابعة الجهود لتنفيذ خطوات ملموسة لمكافحة حالات انهاء الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. وقد عقد المؤتمر بدعم ومساهمة من جمهورية النمسا وكند، دوقية لوكسمبورغ الكبرى، ومملكة هولندا. كما عرض مع ترجمة فورية للغات الفرنسية، العربية، الانكليزية، والاسبانية.
وقد قسم المؤتمر الافتراضي الى 3 جلسات تمت خلالها الاجابة على اسئلة المتابعة عبر (Q&A) عبر Zoom او من خلال التعليقات عبر Youtube:
- الجلسة الاولى (12:00-13:25): ردود نظم العدالة الوطنية
- الجلسة الثانية (13:25-14:40): الآليات الدولية والإقليمية والاستجابات في مكافحة الإفلات من العقاب
- الجلسة الثالثة (14:40-16:00): إلقاء الضوء على سلامة الصحفيات وتحديات التحقيق والملاحقة القضائية للعنف الجندري الذي يواجهه الصحفيون والصحفيات.
هذا وقد اكدت المنظمة في حيثيات دعوتها للمؤتمر الافتراضي من تنظيمها وبالتعاون مع وأعضاء مجموعة الأصدقاء المعنية بسلامة الصحفيين ، “إن الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين أصبح ظاهرة متفشية، مما يستلزم استجابات أفضل من قبل نظام العدالة الجنائية للتصدي بفعالية لهذه الظاهرة. وبالتالي، هناك حاجة إلى مزيد من التوعية وبناء قدرات أكثر فعالية للسلطة القضائية وإنفاذ القانون، وتعميق الحوار مع الجهات الفاعلة الرئيسية في نظام العدالة الجنائية، لاستكشاف طرق فعالة لتعزيز دور القضاء (القضاة والمدعين العامين والمحققين) على المستويين الوطني والإقليمي وكذلك آليات دولية، مثل الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة، ومبادرات أخرى لمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. ويهدف إلى تحديد التحديات والممارسات الجيدة في التحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين ومقاضاة مرتكبيها بدءا من المرحلة الأولى لتقديم الشكوى من أجل بدء إجراءات العدالة الجنائية إلى مرحلة تقديم الجاني إلى العدالة وبدء القضية أمام المحكمة. هذا وسيتم تسليط الضوء بشكل خاص على الجرائم القائمة على النوع الاجتماعي والجنس والتحديات الخاصة التي تواجهها المرأة في تحقيق العدالة.”
وبناءً على التوصيات الرئيسية لمنتدى الممثلين القانونيين والذي تم إطلاقه في 9 كانون الأول- ديسمبر 2020 كجزء من المؤتمر العالمي لحرية الصحافة ( في لاهاي،تركزت المناقشات والمداخلات في المؤتمر حول ثلاثة محاور اساسية: تعزيز جهود بناء القدرات للجهات القضائية بما في ذلك المدعين
العامين، تعزيز الإرادة السياسية والالتزام بانهاء الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، إنشاء أو تعزيز آليات مؤسساتية قادرة وفاعلة على المستويين الإقليمي والدولي لتعزيز سلامة الصحفيين
وملاحقة الجرائم والاعتداءات المرتكبة بحقهم. وخلال المنتدى الذي جمع بين القضاة والمدعين العامين والمحامين وممثلي المؤسسات القضائية من جميع أنحاء العالم لتعزيز دور الفاعلين القانونيين في تعزيز الحق في حرية التعبير، تم الاتفاق على تنظيم المنتدى، بالشراكة مع معهد آسر (Asser) ،منظمة الصحافة الحرة غير المحدودة (Free Press Unlimited)، اليونسكو, ووزارة الخارجية في مملكة هولندا،على عقد اجتماعات دورية على مدار السنوات الثلاث التالية. وبناء على التوصيات الرئيسية للمنتدى،اتفق على ان تركز مناقشات اللجان بشكل خاص على المجالات التالية:
– زيادة جهود بناء القدرات للجهات القضائية، بما في ذلك القضاة والمدعين العامين والمحامين والجهات الفاعلة الأخرى.
– تعزيز الإرادة السياسية وتقوية الالتزام السياسي على المستويين الوطني والدولي.
– تعزيز وإنشاء آليات مؤسسية للضغط من أجل تطبيق أكثر فعالية للمعايير الإقليمية والدولية.
كما اتفق على تبادل لجان الخبراء، كل في مجاله، في ما يتعلق بالممارسات الفعالة والخبرات بشأن تعزيز سلامة الصحفيين وملاحقة الجرائم والاعتداءات ضدهم.
- I. جلسة اللجنة الاولى: (12:00-13:25): ردود نظم العدالة الوطنية
ادارها رئيس قسم حرية التعبير وسلامة الصحفيين باليونسكو Guilherme Canela . خلالها، قدمت سعادة سفيرة النمسا لدى اليونيسكو السيدة Claudia Reinprecht الكلمة الافتتاحية، ثم تحدث كل من: مديرة مركز NATGRI للشراكات الدولية والتعاون الاستراتيجي Jeanette Manning، مسؤولة منع الجريمة والعدالة الجنائية من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC السيدة Roberta Solis ، ممثل مكتب المدعي الخاص المعني بمسألة الجرائم المرتكبة ضد حرية
التعبير في المكسيك Ricardo Sánchez Pérez Del Pozo، ممثل معهد التدريب القضائي في اثيوبيا Yetnayet Desalegn. وقد تركز النقاش فيها حول مبادرات بناء القدرات للسلطة القضائية على المستوى الوطني، الدور المحدد للمدعين العامين، في ضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين. وتم التركيز بشكل خاص على المبادئ التوجيهية للمدعين العامين بشأن التحقيق في الجرائم والاعتداءات ضد الصحفيين ومقاضاة مرتكبيها، والتي أطلقتها اليونسكو والرابطة الدولية للمدعين العامين مؤخرا.
واختتمت الجلسة الاولى برسالة فيديو قصيرة من مديرة معهد بونافيرو لحقوق الإنسان في جامعة أكسفورد Kate O’Regan.
- II. جلسة اللجنة الثانية (13:25-14:40): الآليات الدولية والإقليمية والاستجابات في مكافحة الإفلات من العقاب
ادارها مدير قسم استراتيجيات وسياسات الاتصال والمعلومات باليونسكو Guy Berger. خلالها، تحدث كل من: مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حرية الرأي والتعبير Irene Khan، ممثل المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب أو محكمة العدل لشرق أفريقيا Horace Adjolohoun، و مديرة معهد حقوق الإنسان التابع لرابطة المحامين الدولية (IBAHRI) Baroness Helena Kennedy. وقد تركز النقاش فيها حول الآليات والاستجابات والمبادرات الدولية والإقليمية التي تساهم في تعزيز حرية التعبير وسلامة الصحفيين، مثل المحاكم الإقليمية لحقوق الإنسان والإجراءات الخاصة للأمم المتحدة واللجنة رفيعة المستوى للخبراء القانونيين المعنيين بحرية الإعلام. وقد اكد برغر ان توصيات هذه المناقشات ستكون بمثابة أساس لإطلاق دورة اليونسكو العالمية الجديدة المفتوحة والشاملة عبر الإنترنت، حول المعايير القانونية المتعلقة بحرية التعبير وسلامة الصحفيين، والتي طورها معهد بونافيرو لحقوق الإنسان بجامعة أكسفورد. ومن المقرر أن تستمر دورة Bonavero. اليونسكو لمدة خمسة أسابيع في آذار ونيسان (مارس وابريل) 2021.
III. جلسة اللجنة الثالثة (14:40-16:00): تسليط الضوء على سلامة الصحفيات وتحديات التحقيق والملاحقة القضائية للعنف الجندري الذي يواجهه الصحفيون والصحفيات
ادارتها المديرة العالمية للبحوث في المركز الدولي للصحفيين ومقدمة عرض دراسة اليونسكو Julie Posetti. خلالها تحدث كل من: المحامي المتخصص في حقوق الإنسان وقانون الإعلام Caoilfhionn Gallagher (يقود الفرق القانونية الدولية التي تمثل ماريا ريسا وعائلة دافني كاروانا غاليزيا)، المقرر الخاص لحرية التعبير في لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان ( IACHR ) Pedro José Vaca Villarreal، الصحفي الاستقصائي من جنوب افريقيا Pauli van Wyk، محرر الشؤون الحالية في إكاتور ميديا المحدودة (بنغلادش) Mithila Farzana. وحلالها، قدمت اليونيسكو النتائج الأولية لدراستها الجديدة حول الممارسات الجيدة في التصدي للعنف عبر الإنترنت ضد الصحفيات، ونتائج المسح العالمي الذي أجرته في هذ ا المجال. وتمت مناقشة التحديات المحددة التي ينطوي عليها التحقيق ومحاكمة الجرائم القائمة على النوع الجندر بحق الصحفيين والصحفيات، سواء عبر مواقع الإنترنت ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي أو خارجها.
وقد تم التأكيد خلال مختلف الجلسات على اهمية تعزيز دور القانون وسلطته في جميع الدول لانهاء دوامة العنف بحق الجميع، وبالاخص الصحفيين، ما يتطلب ارادة سياسية قوية على مستوى القيادات لتعزيز التعاون والتواصل بين مختلف الجهات المعنية، تدريب القضاة على السبل الانجع لاجراء المحاكمات في القضايا المتعلقة بالصحفيين، وتأمين الحماية اللازمة للقضاة والمدعين العامين انفسهم وعائلاتهم من الخطر الذي هدد الصحفيين في القضايا عينها.
لمشاهدة فاعليات المؤتمر الافتراضي